تحقيقي در تاريخ وفات فاطمه زهراء (س) - صفحه 457

الصدر الأوّل وزمان صدور الأخبار هو الخطّ الكوفي ، ثمّ بعد الغيبة الكبرى لَعلّه انتقل إلى النسخ ، ثمّ إلى النستعليق ، ثمّ إلى المكسّر المعبّر عنه بالفارسية : ب «شكسته» ، ورسمُ الخطّ الكوفي كان مميّزات حروفه قليلة ، ورسم الإعراب والنقط فيه غير مرسوم ، ولذا كان تشتبه أغلب الألفاظ بلفظ آخر يشاركه في النقش والوضع ؛ مثل أنّه إذا اجتمع واحد من الحروف الخمسة : الباء والثاء والتاء والياء والنون مع واحد من السين أو الشين ، عُدم تطويل ضرس الباء أو الثاء أو التاء أو الياء أو النون عن أضراس السين أو الشين ، بل يجعلونه في صفٍّ واحد وطولٍ واحد ، من غير تفاوت و تطويلٍ لواحدٍ من الاُول وتقصير لواحدٍ من الأخيرين غالباً ، فيكون بعض الكلمات ملتبساً ، فرسم خطّهم مثلاً لكلمة «سيقع» وكلمة «يشفع» بنحو واحد ؛ لأنّ رسم خطّهم لكلتا الكلمتين واحد هكذا : «سيقع» ، وكذا لِكلمتي «سبعين» و«تسعين» بنحو واحد هكذا «سبعين» ، فيمكن قراءة سيقع وقراءة يشفع لِلأوّل ، وقراءة سبعين و قراءة تسعين للآخر ، من دون غلط عن القاري ، بل إنّما الاشتباه من عدم المميّز في أصل رسم الخطّ ، فيحتاج في تعيين أحدهما وتمييزه عن الآخر إلى القرينة ، وإلاّ فالأمر مشتبه وملتبس للتالي ، كما لايخفى على من له أدنى حظٍّ من الخطّ الكوفي .
ولعلّه لكثرة مثل هذا الالتباس والاشتباه التجؤوا بنقل رسم الخطّ من الخطّ الكوفي إلى النسخ والنستعليق والمكسَّر ، واللّه أعلم ؛ وإلاّ فموقع الخطّ الكوفي وقدره غير خفيّ وعظمُه ، وفي حيث إنّه خطّ أئمّتنا ، وهو المرسوم في الصدر الأوّل ، فلا وجه للإعراض عنه ونقلِ رسم الخطّ منه إلى غيره ، غير ما سمعت آنفاً ، فلاتغفل .
إذا عرفت هذا ، فلعلّك لاتأبى من احتمال كون الخبر الصحيح خمسة وتسعين ؛ مثل ما سمعته عن كشف الغمة ، واشتبه ناقل الخبر من الخطّ الكوفي إلى النسخ ، وحسبه خمسة وسبعين فكتبه ، ثمّ استمرّ الأمر على كلّ مَن نسخ الخبر

صفحه از 462