عبد الرحمان بن جُندَب نيز برايم گفت: شنيدم كه كعب بن جابر ، در روزگار فرمانروايى مُصعَب بن زُبير [ بر عراق ] مىگفت : اى پروردگار من ! ما به پيمان، وفا كرديم . پس - اى پروردگار - ما را مانند خيانتكاران ، قرار مده .
پدرم به او گفت: راست است. او وفا كرد و كَرَم ورزيد و تو براى خود ، شر اندوختى .
او گفت: هرگز! من براى خودم شر نيندوختم ؛ بلكه خير اندوختم.
و ادّعا كردهاند كه رضى بن مُنقِذ عبدى ، بعدها در پاسخِ اين اشعار كعب ، چنين سروده است:
اگر پروردگارم مىخواست ، من در جنگ [ با ] آنان ، شركت نمىكردمو پسر جابر ، بر من منّت [ نجات دادنم را ] نمىگذاشت .
[
شركت در ] آن روز ، چنان ننگآور است كهفرزندانم نيز مانند همنشينانم ، بر من عيب مىگيرند .
اى كاش پيش از شهادت حسين ، مُرده بودمو به زير خاك رفته بودم !۱
1.خَرَجَ يَزيدُ بنُ مَعقِلٍ مِن بَني عَميرَةَ بنِ رَبيعَةَ وهُوَ حَليفٌ لِبَني سَليمَةَ مِن عَبدِ القَيسِ ، فَقالَ : يا بُرَيرَ بنَ حُضَيرٍ ! كَيفَ تَرَى اللَّهَ صَنَعَ بِكَ ؟
قالَ : صَنَعَ اللَّهُ - وَاللَّهِ - بي خَيراً ، وصَنَعَ اللَّهُ بِكَ شَرّاً .
قالَ : كَذَبتَ ، وقَبلَ اليَومِ ما كُنتَ كَذّاباً ، هَل تَذكُرُ وأنَا اُماشيكَ في بَني لَوذانَ وأنتَ تَقولُ : إنَّ عُثمانَ بنَ عَفّانَ كانَ عَلى نَفسِهِ مُسرِفاً ، وإنَّ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ ضالٌّ مُضِلٌّ ، وإنَّ إمامَ الهُدى وَالحَقِّ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؟
فَقالَ لَهُ بُرَيرٌ : أشهَدُ أنَّ هذا رَأيي وقَولي ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ بنُ مَعقِلٍ : فَإِنّي أشهَدُ أنَّكَ مِنَ الضّالّينَ .
فَقالَ لَهُ بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ: هَل لَكَ فَلاُباهِلكَ؟ وَلنَدعُ اللَّهَ أن يَلعَنَ الكاذِبَ وأن يَقتُلَ المُبطِلَ، ثُمَّ اخرُج فَلاُبارِزكَ. قالَ: فَخَرَجا فَرَفَعا أيدِيَهُما إلَى اللَّهِ يَدعُوانِهِ أن يَلعَنَ الكاذِبَ ، وأن يَقتُلَ المُحِقُّ المُبطِلَ ، ثُمَّ بَرَزَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما لِصاحِبِهِ ، فَاختَلَفا ضَربَتَينِ ، فَضَرَبَ يَزيدُ بنُ مَعقِلٍ بُرَيرَ بنَ حُضَيرٍ ضَربَةً خَفيفَةً لَم تَضُرَّهُ شَيئاً ، وضَرَبَهُ بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ضَربَةً قَدَّتِ المِغفَرَ ، وبَلَغَتِ الدِّماغَ ، فَخَرَّ كَأَنَّما هَوى مِن حالِقٍ ، وإنَّ سَيفَ ابنِ حُضَيرٍ لَثابِتٌ في رَأسِهِ ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ يُنَضنِضُهُ مِن رَأسِهِ .
وحَمَلَ عَلَيهِ رَضِيُّ بنُ مُنقِذٍ العَبدِيُّ فَاعتَنَقَ بُرَيراً ، فَاعتَرَكا ساعَةً . ثُمَّ إنَّ بُرَيراً قَعَدَ عَلى صَدرِهِ ، فَقالَ رَضِيٌّ : أينَ أهلُ المِصاعِ وَالدِّفاعِ ؟ قالَ : فَذَهَبَ كَعبُ بنُ جابِرِ بنِ عَمرٍو الأَزدِيُّ لِيَحمِلَ عَلَيهِ ، فَقُلتُ : إنَّ هذا بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ القارِئُ الَّذي كانَ يُقرِئُنَا القُرآنَ فِي المَسجِدِ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ بِالرُّمحِ حَتّى وَضَعَهُ في ظَهرِهِ ، فَلَمّا وَجَدَ مَسَّ الرُّمحِ بَرَكَ عَلَيهِ فَعَضَّ بِوَجهِهِ ، وقَطَعَ طَرَفَ أنفِهِ ، فَطَعَنَهُ كَعبُ بنُ جابِرٍ حَتّى ألقاهُ عَنهُ ، وقَد غَيَّبَ السِّنانَ في ظَهرِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيهِ يَضرِبُهُ بِسَيفِهِ حَتّى قَتَلَهُ .
قالَ عَفيفٌ : كَأَنّي أنظُرُ إلَى العَبدِيِّ الصَّريعِ قامَ يَنفُضُ التُّرابَ عَن قَبائِهِ ، ويَقولُ : أنعَمتَ عَلَيَّ يا أخَا الأَزدِ نِعمَةً لَن أنساها أبَداً .
قالَ : فَقُلتُ : أنتَ رَأَيتَ هذا ؟ قالَ : نَعَم ، رَأْيَ عَيني وسَمْعَ اُذُني .
فَلَمّا رَجَعَ كَعبُ بنُ جابِرٍ ، قالَت لَهُ امرَأَتُهُ - أو اُختُهُ - النَّوارُ بِنتُ جابِرٍ : أعَنتَ عَلَى ابنِ فاطِمَةَ وقَتَلتَ سَيِّدَ القُرّاءِ ! لَقَد أتَيتَ عَظيماً مِنَ الأَمرِ ، وَاللَّهِ لا اُكَلِّمُكَ مِن رَأسي كَلِمَةً أبَداً . وقالَ كَعبُ بنُ جابِرٍ :
سَلي تُخبَري عَنّي وأنتِ ذَميمَةٌ
غَداةَ حُسَينٍ وَالرِّماحُ شَوارِعُألَم آتِ أقصى ماكَرِهتِ ولَم يُخِل
عَلَيَّ غَداهَ الرَّوعِ ما أنَا صانِعُمَعي يَزَنِيٌّ لَم تَخُنهُ كُعوبُهُ
وأبيضُ مَخشوبُ الغِرارَينِ قاطِعُفَجَرَّدتُهُ في عُصبَةٍ لَيسَ دينُهُم
بِديني وإنّي بِابنِ حَربٍ لَقانِعُولَم تَرَ عَيني مِثلَهُم في زَمانِهِم
ولا قَبلَهُم فِي النّاسِ إذ أنَا يافِعُأشَدَّ قِراعاً بِالسُّيوفِ لَدَى الوَغى
ألا كُلُّ مَن يَحمِي الذِّمارَ مُقارِعُوقَد صَبَروا لِلطَّعنِ وَالضَّربِ حُسَّراً
وقَد نازَلوا لَو أنَّ ذلِكَ نافِعُفَأَبلِغ عُبَيدَ اللَّهِ إمّا لَقيتَهُ
بِأَنّي مُطيعٌ لِلخَليفَةِ سامِعُقَتَلتُ بُرَيراً ثُمَّ حَمَّلتُ نِعمَةً
أبا مُنقِذٍ لَمّا دَعا مَن يُماصِعُ ؟
قالَ أبو مِخنَفٍ: حَدَّثَني عَبدُالرَّحمنِ بنُ جُندَبٍ، قالَ : سَمِعتُهُ في إمارَةِ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ وهُوَ يَقولُ : يا رَبِّ إنّا قَد وَفَينا فَلا تَجعَلنا يا رَبِّ كَمَن قَد غَدَرَ ، فَقالَ لَهُ أبي : صَدَقَ ، ولَقَد وَفى وكَرُمَ ، وكَسَبتَ لِنَفسِكَ شَرّاً ، قالَ : كَلّا ! إنّي لَم أكسِب لِنَفسي شَرّاً ، ولكِنّي كَسَبتُ لَها خَيراً .
قالَ : وزَعَموا أنَّ رَضِيَّ بنَ مُنقِذٍ العَبدِيَّ رَدَّ بَعدُ علَى كَعبِ بنِ جابِرٍ جَوابَ قَولِهِ فَقالَ :
لَو شاءَ رَبّي ما شَهِدتُ قِتالَهُم
ولا جَعَلَ النَّعماءَ عِندِي ابنُ جابِرِلَقَد كانَ ذاكَ اليَومُ عاراً وسُبَّةً
يُعَيِّرُهُ الأَبناءُ بَعدَ المَعاشِرِفَيا لَيتَ أنّي كُنتُ مِن قَبلِ قَتلِهِ
ويَومَ حُسَينٍ كُنتُ في رَمسِ قابِرِ(تاريخ الطبرى : ج ۵ ص ۴۳۱. نيز، ر.ك: أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۹) .