على ذلك بعض الأخبار المتقدّمة وغيرها ، مثل ما رواه الفريقان عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)أنّهقال: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ واحدٌ ; لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يُخرج رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا وقسطاً» .
وعن الصادق (عليه السلام) في حديث السيّد الحميري : «لو بقي في غيبته ما بقي نوحٌ ^۱ في قومه لم يخرج من الدنيا حتّى يظهر ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً» ^۲  .
ثمّ إنّه ربما يتعجّب العاقل ، أويستنكر الجاهل ، فيعترض : كيف يجوز أن يبقى أحدٌ من البشر إلى هذا الحدّ من الزمان؟ ولا يتغيّر جسمه ولاحاله ، فلايشيب ولايموت ، بل يبقى شابّاً طوال السنين ، إلى أن يظهره الله في سنّ نيّف ^۳ وثلاثين ؟!
وجوابه: أنّ في ذلك تغافلاً عن قدرة الله والإيمان بكتابه ، فقد أخبر الله في كتابه بعموم القدرة وعظيم الحكمة ، وأنّه على كلّ شيء قدير ، وقاهر فوق عباده وهو العزيز الحكيم ، وقد مثّل له في كتابه بأُمور أعظم من ذلك ; كخلق السماوات والأرض ، وأنّه أكبر من خلق الناس ، وكإبقاء الطعام والشراب مائة عام للذي ... مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْىِ هَـذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْم قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِاْئَةَ عَام فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ...]البقرة:2/259[ .