غيبة الإمام المهدي (ع) بين النصوص و النقود - صفحه 16

ولِمَ قد غاب على تلك الهيئة ، ولاينتفع به ؟.
وما الذي أوجب أن يميّزه الله على سائر البشر أو على الأنبياء وسائر الحجج؟.
ولكن هذا البحث الثاني ليس بطويل الذيل ، ولا يلزم فيه شيءٌ من التكلّف والتطويل ، وإنّما هو أمرٌ موكولٌ إلى الله العزيز الحكيم ، وخفاء الفائدة علينا لايوجب الإنكار ، كما قد خفيتْ علينا فائدة كثير من آياته في الأنفس والآفاق ومصالح كثير من الأحكام .
وقد قال تعالى : لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ .
ونهى في القرآن عن تكذيب ما لم يصل إلينا علمه ، حيث قال : بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ .
وقال: أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً .
وذلك لأنّ العقول البشريّة ربما تقصر عن إدراك مصالح المحسوسات التي يزاولها الإنسان في ليله ونهاره ، فكيف بأفعال الله الخارجة عن حدود عقل البشر وإدراكه وإرادته؟
وإنّما الواجب أن يعتقد الإنسان ـ إجمالا ـ بعدم خلوّ أفعاله تعالى عن الحكمة والمصلحة ، فإنّه متعال عن اللهو والعبث بحكم العقل ، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا .
وقال تعالى: مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُت فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور .
ودلّ غير ذلك من الآيات الكريمة على امتناع ۱ اللهو واللعب والعبث عليه تعالى ، وكفى في ذلك وصفه بالحكيم العليم في آيات كثيرة .

1.كقوله تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاَتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ) وقوله تعالى: (أفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) .

صفحه از 37