غيبة الإمام المهدي (ع) بين النصوص و النقود - صفحه 17

وقد بيّن ذلك ۱ الإمام الصادق(عليه السلام) في خبر عبدالله بن الفضل الهاشميّ ، قال : «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبةً لابدّ منها ، يرتاب فيها كلّ مبطل» .
فقلت : ولِمَ جعلت فداك؟
قال (عليه السلام) : «لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم» .
قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟
قال (عليه السلام): «وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لاينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى إلاّ بعد افتراقهما .
يابن الفضل ! إنّ هذا الأمر أمرٌ من أمر الله ، وسرٌّ من سرّ الله ، وغيبٌ من غيب الله ، ومتى علمنا أنّه عزّوجلّ حكيمٌ صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمةٌ وإن كان وجهها غير منكشف لنا» .
هذا هو الجواب الإجمالي عن هذا البحث ، وفيه كفاية لمن أراد تحصيل الحقّ وتخليصه عن شوائب الأوهام وهواجس الشيطان .
ومع ذلك فقد بيّن في الأخبار عن أهل البيت(عليهم السلام) بعض فوائد وجوده ، وبعض علل غيبته ، فممّا ذكروه من الأوّل:
أنّه لا تخلو الأرض من حجّة ، حيث جرت عادة الله سبحانه منذ أن خلق الله آدم إلى يوم القيامة أن لايترك الخلق إلاّ وفيهم حجّة من الله ، إمّا ظاهر مشهور ، أو غائب مستور ، كما ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها .
فكما أنّ الله تعالى جعل الجبال الراسيات أوتاداً للأرض ; لئلاّ تميد بالخلق ، كذلك جعل وجود الحجّة أماناً لأهلها من الهلاك ووقوع الزلازل والعذاب بما

1.البحار باب علل الغيبة ، وعلل الشرائع (ص۲۴۵) وإكمال الدين (ص ۴۸۱) .

صفحه از 37