غيبة الإمام المهدي (ع) بين النصوص و النقود - صفحه 19

وثانياً: بأنّ جعل الأسباب للأُمور الحادثة هو من السنن التي لن يجعل لها بديلا ، ولن يجد أحدٌ لها تحويلا ، وذلك لمصالح وحكم هي عند الله ، ولايصل إليها فهم الإنسان القاصر ، ومثل ذلك من القرآن قوله تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ فإنّ الحفظ لايتحقّق إلاّ بإرادة الله تعالى وأمره ، وهو قادرٌ على ذلك بلاواسطة المعقّبات ، لكنّه تعالى جعل جماعة من الملائكة المعقّبة واسطةً فيه .
وفي الحديث: «إنّ الله يدفعُ بمن يصلّي عمّن لايصلّي ، وبمن يحجّ عمّن لايحجّ» . قال الله تعالى : وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْض لَفَسَدَت الاَْرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْل عَلَى الْعَالَمِينَ .
فالمتحصّل من ذلك أنّه قد ورد في أخبار كثيرة من طريق الأئمّة الطاهرين(عليهم السلام)أنّه لابدّ أن يكون في الأرض حجّةٌ من الله ، وإلاّ لساخت بأهلها .
فممّا ورد من ذلك ما رواه الشيخ الطوسيّ في «الغيبة» عن الباقر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) : «إنّي وأَحَدَ عشرَ من وُلدي وأنتَ ياعلي! زرّ الأرض ـ أعني أوتادها وجبالها ـ بنا أوتدَ الله الأرض أن تسيخَ بأهلها ، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا» .
وفي البحار ۱ عن «إكمال الدين» للصدوق ، بإسناده: عن أحمد بن إسحاق قال: دخلتُ على أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) وأنا أُريد أن أسأله عن الخلف بعده ؟ فقال مبتدئاً: «ياأحمد بن إسحاق ! إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلِ الأرض ـ منذ خلق الله آدم ولاتخلو إلى يوم القيامة ـ من حجّة لله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزّل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض» .
قال فقلت: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمَن الإمام والخليفة بعدك؟

1.باب ذكر من رآه ، وإكمال الدين (ص ۳۸۴) .

صفحه از 37