غيبة الإمام المهدي (ع) بين النصوص و النقود - صفحه 20

فنهض (عليه السلام) فدخل البيت ، ثمّ خرج ، وعلى عاتقه غلامٌ كأنّ وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين; فقال: «ياأحمد   لولا كرامتك على الله ، وعلى حججه ، ما عرضتُ عليك ابني هذا ، إنّه سميّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، ياأحمد ! مثله في هذه الأُمّة مثل الخضر ، ومثله كمثل ذي القرنين ، والله! ليغيبنّ غيبةً لاينجو فيها من الهلكة إلاّ من يثبّته الله على القول بإمامته ، ووفّقه للدعاء بتعجيل فرجه» .
قال أحمد بن إسحاق: فقلتُ له: يامولاي ! هل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان فصيح فقال : أنا بقيّة الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين . . .» الحديث .
وفي البحار ۱ ـ أيضاً ـ عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ ، أنّه ورد التوقيع عن القائم (عليه السلام) في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب ، على يد محمّد بن عثمان : «وأمّا وجه الانتفاع بي ، وفي غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء» .
هذا بالنسبة إلى عموم الخلق ، وأمّا بالنسبة إلى المؤمنين خاصّة ، فإنّ له (عليه السلام)رحمةً خاصّةً; فيدفع عنهم فتناً مضلّة ، وبعض ما يحلّ بغيرهم من أنواع العذاب ، كما روي في ذلك أخبارٌ وحكاياتٌ .
منها : قول المجلسي في البحار ۲ قال: ولقد جرّبنا مراراً لانحصيها أنّ عند انغلاق الأُمور ، وإعضال المسائل ، والبعد عن جناب الحقّ تعالى ، وانسداد أبواب الفيض ، لمّا استشفعنا بهم ، وتوسّلنا بأنواره ، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنويّ بهم

1.باب علّة الغيبة ، وفي إكمال الدين للصدوق (ص ۴۸۳) عن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني عن محمّد بن يعقوب .

2.باب علّة الغيبة .

صفحه از 37