غيبة الإمام المهدي (ع) بين النصوص و النقود - صفحه 21

في ذلك الوقت ; تنكشف تلك الأُمور الصعبة ، وهذا معايَن لمن أكحل الله عينَ قلبه بنور الإيمان ، وقد مضى توضيح ذلك في كتاب الإمامة ، انتهى .

وأمّا علل الغيبة وفوائدها:

فقد ذكر منها في الأخبار ، وكلمات العلماء الأخيار ، أُمورٌ ، لكن لعلّها لاتغني بعض الناقدين ، بحيث تعتمد عليها نفسه في التعليل التامّ للغيبة ، إلاّ أنّ الحقّ أن تعدّ تلك الأُمور من فلسفة هذا الأمر ، لئلاّ يتوهّم أحدٌ خلوّه عن شيء من المصلحة ، نظير العلل المذكورة للأحكام الشرعيّة ، وإنّما علّته التامّة إرادة الله عزّوجلّ ، وهي غير خالية عن مصالح واقعيّة لايعلمها إلاّ هو ، كما ذكرناه آنفاً .
وقد تقدّم في بعض الأخبار: «أنّ الغيبة سرٌّ من سرّ الله ، وغيبٌ من غيبه» .
فإنّه تعالى ـ مع أنّ شأنه هو اللطف والهداية والرحمة ـ لكن قد ابتلى كثيراً من الأُمم الماضية بالفترة والحَيْرة وغيبة الحجّة ، والاختلاف بينهم ، وتحكّم أهل الجور عليهم ، ولا محالة كان في ذلك كلّه مصالح عند الله; فليفرض الأمر هنا ـ أيضاً ـ كذلك .

فممّا ذكر من تلك الوجوه:

أنّ في ظهوره خوفَ القتل ، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأبان ، وزرارة بن أعين ، في روايات متعدّدة ، وقرّره الشيخ الطوسي في «كتاب الغيبة» ودفع عنه الأسئلة والاعتراضات ، وتفصيله:
أنّ الله تعالى جعل شأن هذا الإمام نقمةً على أعداء الله ، ومأموراً بالحرب والقتال ، وممنوعاً عن التقيّة والمداراة ، فيخرج وطغاة الزمان ليسوا منه في سعة ونظرة ، ولالهم عليه عقدٌ ۱ وبيعة .

1.قد ورد ذلك في أخبار متعدّدة وقد جعله بعض وجهاً مستقلا لحكمة الغيبة لكنّا أدرجناه في هذا الوجه لارتباطه به .

صفحه از 37