البابُ الثّالِثُ : الحكم العقائديّة والسّياسيّة
الفَصلُ الأَوَّلُ : الإمامة
1 / 1
أصنافُ الأَئِمَّةِ
۱۰۳.الفتوح :سارَ [الحُسَينُ عليه السلام ] حَتّى إذا بَلَغَ ذاتَ عِرقٍ ۱ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَهُ بِشرُ بنُ غالِبٍ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ قالَ : رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ .
قالَ : فَمِن أينَ أقبَلتَ يا أخا بَني أسَدٍ ؟ قالَ : مِنَ العِراقِ .
فَقالَ : كَيفَ خَلَّفتَ أهلَ العِراقِ ؟ قالَ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ ، خَلَّفتُ القُلوبَ مَعَكَ وَالسُّيوفَ مَعَ بَني اُمَيَّةَ !
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : صَدَقتَ يا أخَا العَرَبِ ، إنَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى يَفعَلُ ما يَشاءُ ، ويَحكُمُ ما يُريدُ .
فَقالَ لَهُ الأَسَدِيُّ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّه ِ تَعالى : «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَـمِهِمْ»۲ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : نَعَم يا أخا بَني أسَدٍ ، هُما إمامانِ : إمامُ هُدىً دَعا إلى هُدىً ، وإمامُ ضَلالَةٍ دَعا إلى ضَلالَةٍ ، فَهَدى مَن أجابَهُ إلَى الجَنَّةِ ، ومَن أجابَهُ إلَى الضَّلالَةِ دَخَلَ النّارَ . ۳
1.ذات عرق : مهلّ أهل العراق ، وهو الحدّ بين نجد وتهامة . وقيل : عرق جبل بطريق مكّة ، ومنه ذات عرق (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۰۷) .
2.الإسراء : ۷۱ .
3.الفتوح : ج ۵ ص ۶۹ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۰ وفيه «فهذا ومن أجابه إلى الهدى في الجنّة وهذا ومن أجابه إلى الضلالة في النار» بدل «فهدى من أجابه . . . . إلخ» ؛ تسلية المجالس : ج ۲ ص ۲۳۳ .