عرض الحديث علي الكتاب والسنّة من قواعد الحديث و أُصول الاجتهاد - صفحه 45

كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ1 .
فالردُّ إلى الله تعالى يعني الردّ إلى كتاب الله تعالى ، والردّ إلى الرسول يعني الردُّ إلى السنّة الصحيحة التي ثبت صدورها من النبي (صلى الله عليه وآله) بالقطع واليقين.
فمعنى الآية: ردّوا ما تنازعتم فيه أو اختلفتم فيه إلى حكم الله تعالى الذي شرّعه في كتابه وإلى سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) التي هي بيان كتابه ، فما وافقهما فخذوه ، وما خالفهما فردّوه.
فالآية تدلّ على قاعدة شرعيّة وأصل شرعيٍّ هي: «قاعدة عرض السنّة على الكتاب» نصّاً ودلالةً واقتضاءً وإشارةً ، وتنصّ على عرض الأحاديث على السنّة الصحيحة.
ولقد أمر الله تعالى المؤمنين بالاعتصام بالكتاب، وبالسنّة بصفتها بياناً له، وتفصيلا لمجملاته، وتفسيراً لمشكلاته; حيث قال سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً.
والمراد بالحبل: الكتاب والسنّة الصحيحة الثابتة على سبيل الاستعارة ، والجامع كونهما سبباً للمقصود، وهو الثواب والنجاة من العذاب وسعادة الدارين والحياة الطيّبة الجميلة في الدين والدنيا .
ولاعصمة لأحد إلاّ في كتاب الله تعالى و في سنّة رسوله الصحيحة 2 .
ولايشكّ أحدٌ ـ من أهل الإسلام ـ في أنّ الأخذ بما وافق الكتاب والسنّة الصحيحة والاعتصام بهما من أُصول دين الإسلام وشريعته ، ومن أركان الإيمان والإحسان.
ولايخالف أحدٌ من أهل الإيمان في ردّ ما يخالفهما أو لم يوافقهما، سواء كان

1.سورة النساء / ۸.

2.(فتح الباري في شرح البخاري) ج۱۷ ص۵۲ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة .

صفحه از 55