عرض الحديث علي الكتاب والسنّة من قواعد الحديث و أُصول الاجتهاد - صفحه 52

الأقوال والآثار المنقولة، بصفته ظنّيّ الثبوت وظنّي الدلالة، أو ظنّي الثبوت وقطعي الدلالة .
فبذلك يبتعد مجال عملها عن دائرة عمل السنّة الصحيحة التي هي بيان لكتاب الله تعالى بوحي خفي من الله تعالى، وتفسير له تحت رعايته تعالى بوحي غير متلوّ بالقطع والثبوت لاطريق للظنّ فيه ، ولذلك سمّي القرآن الكريم بالوحي الجليّ، وسمّيت السنّة الصحيحة بالوحي الخفيّ، لقوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ أي بيان معانيه و تفصيل مجملاته وتوضيح مشكلاته.
وليس المراد من آية: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ أي علينا أن نقرأه، كما قال البعض.
لأنّه يخالف ظاهر القرآن وبلاغته وفصاحته وسياقه ولغة العرب ، بدليل أنّ الله سبحانه وتعالى قد أمرالنبيّ (صلى الله عليه وآله) بالقراءة، وأمر أتباعه بقراءة الوحي عليه، ثمّ قال سبحانه وتعالى: وكذلك علينا بيان معانيه وتفسيره.
ولقوله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
ولقوله تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ. فالكتاب هو القرآن الكريم ، والحكمة هي السنّة الصحيحة التي هي بيان للكتاب.
يقول ابن القيّم في تفسير الحكمة: إنّ الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله وحيين ، وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما ، وهما: الكتاب والحكمة لقوله تعالى: وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ الكتاب هو القرآن ، والحكمة هي السنّة باتّفاق السلف.
والذي أخبر الرسول عن الله تعالى في وجوب تصديقه والإيمان به، هو كما أخبر به الربّ تعالى على لسان رسوله .

صفحه از 55