تَجْرِيْ صفة لجنّات أي : من تحت أشجارها على حذف المضاف ، أو أراد الأشجار بالجنّات مجازاً ، أو من ضميرها على سبيل الاستخدام ۱ .
بيان مرامه : إنّ المشهدي جعل جملة تَجْرِيْ مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ صفة لجنّات من باب أنّ الجمل بعد النكرات صفات .
وأما ضمير كلمة تَحْتِهَا ففيه احتمالات :
الأوّل : أن يكون المراد من عبارة من تَحْتِهَا أي من تحت أشجار الجنّات ، فحذف كلمة «أشجار» وأعاد الضمير في قوله : مِنْ تَحْتِهَا على كلمة «الجنّات» .
الثاني : أنّ الضمير في عبارة مِنْ تَحْتِهَا يرجع على كلمة جَنَّات وأراد من كلمة جَنَّات الأشجار مجازاً أي: أنّ لهم أشجاراً تجري من تحتها الأنهار .
الثالث : أنّ كلمة جَنَّات لها معنيان : أحدهما : نفس الجنات ، والآخر : الأشجار ، فاستعمل لفظ (الجنات) وأراد به معناها ثمّ أعاد الضمير عليها ، وأراد به الأشجار ، وهذا هو الاستخدام المشهور .
المورد الثامن :
قال المشهدي في تفسير (كنز الدقائق) أيضاً في ذيل الآية : وَعَلَّمَ آدَمَ الاَْسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ۲ : وقرأ أُبيّ: «ثمّ عرضها» ، وقرأ ابن مسعود: «ثمّ عرضهنّ» ، والضمير على الأوّل للمسمّيات; إمّا على الاستخدام، أو على حذف المضاف إليه وإقامته مقامه في إفادة تعريف المضاف نحو :وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً۳ ويكون من تغليب العقلاء الذكور على غيرهم .
1.(كنز الدقائق وبحر الغرائب) ۱ : ۱۸۷ .
2.سورة البقرة : ۳۳ .
3.سورة مريم : ۴ .