«تناساه» ألفاظه وعباراته وكلماته ، فهو الاستخدام المشهور ۱ .
المورد الرابع :
قد ورد في الحديث الشريف: «إنّ الرياء شركٌ، وتركه كفرٌ».
وقد فسّر هذا الحديث بأنّ عمل الرياء شرك بالله العزيز وأنّ ترك الرياء المستلزم لترك الأعمال العباديّة كفر ، فالضمير الموجود في كلمة «تركه» لا يعود على الرياء ، بل يعود على الرياء المستلزم لترك الأعمال العباديّة .
وهذا هو الاستخدام المشهور .
المورد الخامس :
جاء في (البحار) في باب حدوث العالم وبدء خلقه من كتاب السماء والعالم : «وإنّما صدرت الاُمور عن مشيته ، المنشئ أصناف الأشياء بلا روية فكر آل إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها ، ولا تجربة أفادها من حوادث الدهور ، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الاُمور، فتم خلقه، وأذعن لطاعته وأجاب إلى دعوته» ۲ .
قال المجلسي ـ في ذيل قوله: «فتمّ خلقه» ـ : يمكن أن يراد بالخلق المعنى المصدري ، ويكون الضمير راجعاً إليه سبحانه وتعالى، كالضمير في «طاعته» و«دعوته». أو إلى ما «خلق» المذكور سابقاً .
وعلى الأوّل يكون في «أذعن» و«أجاب» راجعين إلى الخلق على الاستخدام .
أو إلى «ما خلق» ويمكن أن يراد به المخلوق ۳ .
توضيح كلامه : أنّه احتمل في الضمير في عبارة «فتمّ خلقه» احتمالين :
1.انظر (شرح اُصول الكافي) للمازندراني ۱۲ : ۵۵۹ .
2.(بحار الأنوار) ۵۴ : ۱۰۸ .
3.(بحار الأنوار) ۵۴ : ۱۲۶ .