دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - صفحه 54

وأمّا الاحتجاج بحديث صلاة أبي بكر بالناس عند مرض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقد ذكر ابن أبي الحديد خلاصة كلام شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني، ولم يكن يتشيع، وكان شديداً في الاعتزال، وقد ذكر في كلامه ما روي عن علي عليه السلام أنّ عائشة أمرت بلالاً مولى أبيها أن يأمره ليصلّي بالناس، لأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله - كما ورد في الخبر - قال:ليصلّ بهم أحدهم. ولم يعيّن، وكانت صلاة الصبح، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهو في آخر رمقٍ يتهادى بين علي عليه السلام والفضل بن العباس، حتى قام في المحراب، ثمّ دخل فمات ارتفاع الضحى، فجعلوا يوم صلاته حجّة في صرف الأمر إليه، وقالوا: أيكم يطيب نفساً أن يتقدّم قدمين قدّمهما رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في الصلاة! ولم يحملوا خروج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى الصلاة لصرفه عنها، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن، فبُويع على هذه النكتة التي اتّهمها علي عليه السلام على أنّها ابتدأت منها.
وكان علي عليه السلام يذكر هذا لأصحابه في خلواته كثيراً، ويقول: إنّه لم يقل صلى الله عليه وآله: إنكن لصويحبات يوسف؛ إلا إنكاراً لهذه الحال، وغضباً منها، لأنها وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما، وأنّه استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ۱ .

9 - الردّ على شبهات في الامامة.

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عز وجل: (أطيعوا اللَّه وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم)۲ فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام.
فقلت له: ان الناس يقولون: فما له لم يسمّ علياً وأهل بيته عليهم السلام في كتاب اللَّه عزوجل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ اللَّه

1.شرح نهج البلاغة ۹:۱۹۷، بحار ۲۸: ۱۵۹

2.النساء:۴/۵۹

صفحه از 107