دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - صفحه 28

وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد، ما أشدّك في الحديث، وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا! فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث ؟
فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثاً إلاّ ما وافق القرآن والسنّة، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه اللَّه دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، فاتقوا اللَّه ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبيناصلى الله عليه وآله، فانا إذا حدثنا قلنا: قال اللَّه عزوجل، وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفرعليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد اللَّه عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضاعليه السلام، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد اللَّه عليه السلام، وقال لي: إنّ أبا الخطاب كذب على أبي عبد اللَّه عليه السلام، لعن اللَّه أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسّون هذه الأحاديث الى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد اللَّه عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فانا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، إنّا عن اللَّه وعن رسوله نحدّث، ولا نقول: قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصدّق لكلام آخرنا، فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا: أنت أعلم وما جئت به، فان مع كلّ قول منا حقيقة، وعليه نور، فما لاحقيقة معه ولانور عليه فذلك من قول الشيطان ۱ .

ثانياً - التفسير

لا ريب أنَّ أهل البيت المعصومين عليهم السلام هم الأقدر على إدراك مضامين كتاب اللَّه تعالى وفهم دقائقه وأبعاد معانيه، وتصاريف أغراضه ومراميه،قال

1.رجال الكشي: ۲۲۴/۴۰۱

صفحه از 107