دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - صفحه 31

إذاً، لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت به عياله، ويستغني به عن الناس، ينطلق إليهم فيسألهم إياه، ويحجّ به، لقد هلكوا إذاً.
فقيل له: فما السبيل؟ قال: فقال: السعة في المال، إذا كان يحجّ ببعضٍ ويُبقي بعضاً يقوت به عِياله، أليس اللَّه قد فرض الزكاة، فلم يجعلها إلاَّ على من يملك مائتي درهم ۱ ؟
وعن الحلبي، قال: سألته عليه السلام عن قول اللَّه تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)۲.
قال: ... يعني سكر النوم، يقول: وبكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم، وليس كما يصف كثيرٌ من الناس، يزعمون أنّ المؤمنين يسكرون من الشراب، والمؤمن لا يشرب مُسكراً ولا يسكر ۳ .
وعن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: قلت له: أرأيت قول اللَّه عز وجل: (لا يحل لك النساء من بعد)۴
فقال: إنما لم يحل له النساء التي حرم اللَّه عليه في هذه الآية (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم)۵ في هذه الآية كلها، ولو كان الأمر كما يقولون لكان قد أحلّ لكم ما لم يحلّ له هو، لأنّ أحدكم يستبدل كلما أراد، ولكن ليس الأمر كما يقولون: أحاديث آل محمدصلى الله عليه وآله خلاف أحاديث الناس، إنّ اللَّه عز وجل أحلّ لنبيه صلى الله عليه وآله أن ينكح من النساء ما أراد إلا ما حرم عليه في سورة النساء، في هذه الآية ۶ .

1.تفسير العياشي ۱: ۳۳۱/ ۷۵۲،الكافي ۴: ۲۶۷/۳، علل الشرائع: ۴۵۳/۳

2.النساء: ۴/۴۳

3.تفسير العياشي ۱:۳۹۹، بحار الأنوار ۸۴: ۲۳۱/۴

4.الأحزاب: ۳۳/۵۲

5.النساء: ۴/۲۳

6.الكافي ۵: ۳۹۱/۸

صفحه از 107