دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - صفحه 33

نفقته، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه ؟ قال قتادة: اللهم نعم. فقال أبو جعفرعليه السلام: ويحك يا قتادة، إن كنت إنما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال، يروم هذا البيت عارفاً بحقنا، يهوانا قلبه، كما قال اللَّه عز وجل: (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) 1 ولم يعن البيت، فيقول: إليه، فنحن واللَّه دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته، وإلا فلا. يا قتادة، فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة. قال قتادة: لا جرم واللَّه، لا فسّرتها إلا هكذا. فقال أبوجعفرعليه السلام: ويحك يا قتادة، إنما يعرف القرآن من خوطب به 2 .
عن عبداللَّه بن عطاء، قال: قلتُ لأبي جعفرعليه السلام: هذا ابن عبداللَّه بن سلام بن عمران يزعُم أنَّ أباه الذي يقول اللَّه: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ) 3 ؟ قال: كَذَب، هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام 4 .

4- تصحيح مزاعم المفسرين.

عن محمد بن عطية قال: جاء رجل إلى أبي جعفرعليه السلام من أهل الشام من علمائهم، فقال له: يا أبا جعفر، قول اللَّه تعالى: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) 5 ؟ فقال له أبو جعفرعليه السلام: فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقاً ملتزقتين ملتصقتين ففتقت إحداهما من الاُخرى ؟ فقال: نعم، فقال

1.ابراهيم: ۱۴/۳۷.

2.الكافي ۸: ۳۱۱/۴۸۴

3.الرعد:۳۹/۴۳

4.تفسير العياشي ۲: ۴۰۱/ ۲۲۵۶، بصائر الدرجات: ۲۳۵/۱۶ عن أبي مريم، ونحوه في شواهد التنزيل ۱: ۳۰۸/۴۲۵، ومناقب ابن المغازلي: ۳۱۴/۳۵۸

5.الأنبياء:۲۱/۳۰

صفحه از 107