دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - صفحه 34

أبو جعفرعليه السلام: استغفر ربك، فإنّ قول اللَّه عز وجل: (كانتا رتقاً) يقول: كانت السماء رتقاً لا تُنزِل المطر، وكانت الأرض رتقاً لا تُنبِت الحبّ، فلمّا خلق اللَّه تبارك وتعالى الخلق وبثّ فيها من كلّ دابة، فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحبّ، فقال الشامي: أشهد أنك من ولد الأنبياء، وأنّ علمك علمهم 1 .

ثالثاً - العقائد

أولى أئمّة أهل البيت عليهم السلام مسألة التصحيح العقائدي أهمية فائقة؛ لأنّ العقيدة أساس الدين في كلّ تشريع، وهي المقصود الأول من مقاصد الإصلاح الديني، فسعوا الى تخليص أصول الاعتقاد من الاتجاهات المدمّرة للفكر والعقيدة، وتبنّوا إصلاح ما ضلّ من العقائد و المفاهيم والأفكار، وما فسد من الأعمال، وكشفوا عن جنايات المحرّفين والمبدّلين، وسعوا الى إعادة التوحيد الى اُصوله الخالصة من تضليل المجبرة والمرجئة والمعطلة وغيرها من الفرق التي نشأ أغلبها في أحشاء السياسة، وأرشدوا الضالين الى ينابيعه الصافية، وردّوا العقول الضالة الى رشدها، فلم يدعوا حجة لمحتجّ، ولا معذرة لمعتذر.
ويمكن ملاحظة دورهم عليهم السلام في هذا الصدد في اتجاهين:

الاول: استعراض عقائد أصحابهم وتصحيحها.

عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام وهو في منزل أخيه عبد اللَّه بن محمد...فقلت له: جعلت فداك، ألا أقصّ عليك ديني؟ فقال: بلى، قلت: أدين اللَّه بشهادة أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن اللَّه يبعث من في القبور، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، والولاية لعلي

1.الكافي ۸: ۹۵/ ۶۷

صفحه از 107