ثم قال: أو لست تعلم أنّ اللَّه تعالى لم يخل الدنيا قطّ من نبي أو إمام من البشر؟ أو ليس اللَّه يقول: (وما أرسلنا من قبلك - يعني إلى الخلق - إلا رجالاً نوحى إليهم من أهل القرى) 1 فأخبر اللَّه أنه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمةً وحكاماً، وإنما ارسلو إلى أنبياء اللَّه 2 .
11 - الايمان والكفر.
عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: من شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان مؤمناً؟
قال: فأين فرائض اللَّه؟
قال: وسمعته يقول: كان علي عليه السلام يقول: لو كان الايمان كلاماً لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام.
قال: وقلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عندنا قوماً يقولون: إذا شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فهو مؤمن.
قال: فلم يضربون الحدود، ولم تقطع أيديهم ؟! وما خلق اللَّه عز وجل خلقاً أكرم على اللَّه عز وجل من المؤمن؛ لأنّ الملائكة خدّام المؤمنين، وإنّ جوار اللَّه للمؤمنين، وإنّ الجنة للمؤمنين، وإنّ الحور العين للمؤمنين، ثم قال: فما بال من جحد الفرائض كان كافراً؟ ۳ .
12 - تصحيح عقائد الفرق والردّ عليها.
من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام في إبطال مقولة الخوارج: لا حكم إلا للَّه، قال عليه السلام: كلمة حقّ يراد باطل. نعم إنه لا حكم إلا للَّه، ولكن هؤلاء يقولون: لا إمرة إلا للَّه، وإنه لا بدّ للناس من أمير برّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها
1.يوسف: ۱۲/ ۱۰۹
2.تفسير البرهان /البحراني ۱:۲۹۵/۵۶۹
3.الكافي ۲:۳۳/ ۲