مؤمن. فقال: سبحان اللَّه! وكيف يستوي هذان والكفر إقرار من العبد، فلا يكلّف بعد إقراره ببينة، والايمان دعوى لا يجوز إلا ببينة، وبينته عمله ونيته، فإذا اتفقا فالعبد عند اللَّه مؤمن، والكفر موجود بكلّ جهة من هذه الجهات الثلاث؛ من نيّةٍ أو قول أو عمل، والأحكام تجري على القول والعمل، فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالايمان، ويجري عليه أحكام المؤمنين، و هو عند اللَّه كافر! وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله ۱ .
13- القرآن الكريم.
وتصدّى أهل البيت عليهم السلام لكثير من المقولات الخاطئة حول كتاب اللَّه، ومنها ما قيل بأنّه على سبعة أحرف، وأنّ المعوذتين ليستا منه، والبسملة ليست من الفاتحة، وغير ذلك مما يؤكّد حرصهم على سلامة كتاب اللَّه من التحريف.
عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف؟ فقال: كذبوا أعداء اللَّه، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد 2 .
وعن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين، أهما من القرآن؟
فقال الصادق عليه السلام: نعم هما من القرآن. فقال الرجل: إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود، ولا في مصحفه. فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: أخطأ ابن مسعود، هما من القرآن. قال الرجل: فأقرأ بهما يابن رسول اللَّه في المكتوبة؟ قال: نعم، وهل ترى ما معنى المعوذتين، وفي أي شي نزلتا ؟... 3 . وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن (بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ