دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - صفحه 73

لا تقل ذلك، ولكن قل: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، وبلغ أشده، ورزقت بِرَّه ۱ .
ولقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار، فترجّلو له واشتدوا بين يديه فقال عليه السلام:ما هذا الذي صنعتموه ؟ فقالوا: خلق منا نعظّم به أمراءنا.
فقال: واللَّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقّون به على أنفسكم في دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار! ۲ .
وتبع عليه السلام جنازةً فسمع رجلاً يضحك فقال عليه السلام: كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب، وكأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب، وكأنّ الذي نرى من الأموات سَفَرٌ عمّا قليل إلينا راجعون، نبوّئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، ثمّ قد نسينا كلّ واعظٍ وواعظةٍ، ورمينا بكلّ جائحة ۳ .
وأقبل حرب بن شرحبيل الشبامي، وكان من وجوه قومه، يمشي مع أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكان عليه السلام راكباً، فقال له: ارجع، فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلّة للمؤمن ۴ .
وذكر المدائني في كتاب (الخوارج) أنّه قال له عليه السلام شابّ من أصحابه في وقعة النهروان: يا أمير المؤمنين، إني كنت شككت فيك آنفاً، وإني تائب إلى اللَّه واليك، فاغفر لي، فقال علي عليه السلام: إنّ اللَّه هو الذي يغفر الذنوب فاستغفره ۵ .
وعن ابن سيابة، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سأله رجل فقال له: جعلت فداك،

1.نهج البلاغة: ۵۳۷ - الحكمة ۳۵۴

2.نهج البلاغة: ۴۷۵ - الحكمة ۳۷

3.نهج البلاغة: ۴۹۰ - الحكمة ۱۲۲

4.نهج البلاغة: ۵۳۲ - الحكمة ۳۲۲

5.شرح ابن أبي الحديد ۲:۲۷۱

صفحه از 107