( 4 ) أو أراد الحسينَ عليه السلام وهو يكنّى «أبا عبداللَّه» فعدلَ عن الاسم إلى الكنية.
وهذا تخريجٌ بعيدٌ، والظاهر ما قدّمنا؛ لأنّ مثل هذا التخريج لايعوز أحداً يقول: غلط الراوي أو سها أو أراد كذا وكذا.
( 5 ) وكذلك لمّا جاءت الروايةُ بكونه من أولاد الحسن، قال علّامتهم أبوالحسين، يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي: إنّ الراوي وهم فأسقط حرف «الياء» وأراد أن يقول: «الحسين» فقال: «الحسن».
وما المانع لمن روي له أنّه من أولاد الحسين أن يقول: وهم الراوي بزيادة حرف، فقال «الحسين» وهو يريد «الحسن»؟
( 6 ) وقد وردت الآثار بظهوره من ولد الحسن عليه السلام كما ذكر الأكثر من أئمّة أهل البيت عليهم السلام وعلماء الأُمّة، وبعضهم أجمل الحال فيه، وأنّه من عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وذرّية فاطمة الزهراء سلام اللَّهِ عليها.
وسنذكر ما جاء في أنه من ولد فاطمة عليها السلام.
والواجب الجمع بين الأخبار ما أمكن لأنّها ترجع إلى واحدٍ لا يجوز الكذب في خبره، ولا الخلف في وعيده ووعده.
( 7 ) وكما أنّ الإماميّة لم تتمكّن - على كثرة سعيها وسعة رواتها وتدقيق الخائضين بحور الكلام من أهل مقالتها؛ كالشريف المرتضى الموسوي ونظراء عصره وبعد عصره، وعلامة عصرهم أبوالحسين،يحيى بن الحسن - لم يتمكّنوا من إنكار أنّ الإمام المهديّ الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يُسمّى محمّداً، واحتالوا للكلام في اسم أبيه بما ذكرنا.
ولايمتنع أن يكون اسم المهدي عليه السلام القائم المنتظر «محمّداً» يعلمه ضرورة من علم قيام المهديّ.
وقول الإمام إبراهيم بن عبداللَّه عليه السلام: «المهديّ عِدَةٌ من اللَّه وَعَدَها نبيَّه أنّه يجعل من ذريّته رجلاً مهديّاً، لم يُسمّه بِعينه ولم يوقّت زمانه».