الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 206

قلت : أو أراد بأصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من طالت ملازمتهم ، فذكرهم إجلالاً لهم ، وتأكيداً لصحّة الرواية .
وقد روى القوم عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : «لا تسبّوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل جبل اُحد ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه» .
وهذا يدلّ على أنّ الأصحاب هم الخاصة الذين طالت ملازمتهم له صلّى الله عليه و آله و سلّم لا كلّ من سمع من النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم .
ولعلّ ابن وهب كان يفهم من اسم الأصحاب هذا المعنى الذي ذكرناه ، فذكر الرواة لحديث الغدير من هؤلاء ، تأكيداً لصحّة الرواية ، وسكت عن الذين شهدوا من غيرهم اكتفاءً بشهادة الذين هم أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم وخاصته .
ويحتمل أنّه كان إنشاد الناس في حفل عظيم ، وكان الذين شهدوا متفرّقين بين ذلك الحفل المتباعد الأطراف ، فانتبه ابن وهب لمن حوله ، وكانوا ستّة ، ولم ينتبه للآخرين لبعدهم عنه ، وهذا أقرب ما يحمل عليه اختلاف الروايات في عدد الذين شهدوا بحديث الغدير .
قال السيّد عبدالله بن الهادي : ورجال السند كلّهم رجال صحيح مسلم . انتهى .
وأخرجه في مسند أحمد أيضاً ۱ من طريقين عن ابن بريدة عن أبيه بلفظ : «من كنت وليّه فعلي وليّه» .
وأفاد السيّد عبدالله في حاشية كرامة الأولياء أنّ كلّ واحدة من الطريقين على شرط الشيخين ، إلّا أن يكون ابن بريدة هو سلمان ، فعلى شرط مسلم . انتهى .
وأخرجه الحاكم في المستدرك ۲ بسنده عن أبي عوانة عن الأعمش عن

1.مسند أحمد ج۵ ص۳۵۸ و ص۳۵۰ .

2.مستدرك الحاكم ج۲ ص۱۳۰ .

صفحه از 229