عائشة عقيب حديث ميراث فاطمة : فلمّا توفّيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها ، وكان لعلي من الناس وَجْهٌ ، حياة فاطمة ، فلمّا توفّيت استنكر عليّ وَجْهَ الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر ، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك .
فقال أبو بكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينّهم ، فدخل عليهم أبو بكر .
فتشهّد علي ، فقال : إنّا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك ، ولكنّك استبددت بالأمر علينا ، وكنّا نرى لقرابتنا من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نصيباً .
حتّى فاضت عينا أبي بكر ، فلمّا تكلّم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي ، وأمّا الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصنعه فيها إلّا صنعته .
فقال علي : موعدك العشيّة للبيعة ، فلمّا صلّى أبو بكر الظهر ، رقى المنبر فتشهّد ، وذكر شأن علي وتخلّفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثمّ استغفر .
وتشهّد عليّ ، فعظّم حقّ أبي بكر وحدّث أنّه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكاراً للذي فضّله الله به ، ولكنّا كنّا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً ، فاستبدّ علينا فوجدنا في أنفسنا .
فسُرَّ بذلك المسلمون وقالوا : «أصبت» وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف . انتهى .
وقد أعرب في البخاري «فاستَبَدَّ» بفتح التاء والباء وهو الذي يقتضيه السياق وفي مسلم بضم التاء وكسر الباء مبني للمجهول ويظهر أنّه من تصرّفهم في الروايات بأهوائهم .