الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 120

باسم يجعلهم المسلمين لعدم اعتبار ذلك الفرد منهم تصغيراً له وتنزيلاً له منزلة المعدوم ، فكأنّ المخالفين له هم كلّ المسلمين ، وكأنّه ليس جزء اً من الجملة بحيث يكون هو ومن معه بعض المسلمين ، وأبو بكر ومن معه البعض الآخر على أقلّ تقدير ، وعلى التنزل لهذه الرواية ، وإلّا فظاهرها إخراج علي عليه السّلام قبل البيعة من الإسلام حيث سمّى الراوي خصوم علي عليه السّلام هم المسلمين ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
فما أنكر الرواية هذه ، وأبعدها عن الصواب! .

التهمة والغرض الباعث للراوي على هذه الرواية

هما كالتهمة فيما سبق من روايات الزهري وكالغرض الباعث له في الروايات السابقة ، كما لا يخفى على الناقد البصير ، وإلى الله المصير .
والزهري أولى بها من عروة ، لأنّ عروة لو كان يرويها لتلاميذه على كثرتهم لرووها عن عروة ، ولما اختّص الزهريّ بها ، ولأنّ الزهري أوردها في آخر حديث منع فاطمة عليها السّلام ميراثها ، وهو المعتني بهذه الرواية وجالب الروايات فيها ، كما قدّمنا ، فهو أولى بالكل .
مع أنّ ذلك أوفق لحال الزهري لتقرّبه إلى بني اُميّة ، وهذه الرواية وأمثالها ممّا يعجب ملوكهم واُمراء هم ويرفع درجة الزهري عندهم ، فهو أولى بها ، لأنّه قد رواها ولم تثبت عن عروة ، فلا يترك المتحقّق لأجل المحتمل .

الحديث السادس

أخرج البخاري في صحيحه ۱ ومسلم ۲ كلاهما من طريق الزهري : أنّ المِسْوَر بن مخرمة قال : إنّ علياً خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت

1.صحيح البخاري ج۴ ص۲۱۲ .

2.صحيح مسلم ج۱۶ ص۴ .

صفحه از 229