الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 123

سيّدة نساء أهل الجنّة؟
فعلى أقلّ تقدير ينبغي تقديم المشاورة قبل الخطبة ، إن شكّ في أنّ التزويج على فاطمة يكون شاقّاً على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وعلى بنته عليها السّلام .
فكيف تصحّ رواية الزهري، مع أنّ مقتضاها أنّ عليّاًعليه السّلام فعل فعل العجول الجهول!
بل هذه نكارة بيّنة بلا إشكال .
ومن النكارة في رواية الزهري نكارة التعريض بعلي عليه السّلام في مدح العاص بن الربيع بلفظ : أمّا بعد ، فإنّي أنكحت العاص بن الربيع فحدّثني وصدقني وإنّ فاطمة بضعة منّي . . . إلى آخره .
فهذا تعريض بعلي عليه السّلام أنّه لم يصدق كما صدق العاص بن الربيع ، وفي بعض الروايات : فحدّثني فصدقني ووعدني فوفى لي . أخرجها البخاري ۱ ومسلم ۲ .
وفي هذا التعريض بعلي عليه السّلام نكارة فاضحة للراوي ، لأنّ عليّاًعليه السّلام صالح المؤمنين الذي حبّه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق ، لا يكذب ولا يخلف الوعد في حديثه ووعده ، ولو لغير رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فكيف يكون ذلك في حديثه مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟ وهو علم الإيمان؟!
ثمّ إنّ هذا التعريض والمقارنة بينه وبين رجل من بني عبد شمس يعجب ملوك بني اُميّة واُمراء ها، لأنّه تفضيل رجل منهم بزعم الراوي على علي عليه السّلام في الصدق والوفاء.
وفي هذا نكارة اُخرى في حديث الزهري خاصّة بزيادة مدح العاص بن الربيع في روايته لخطبة بنت أبي جهل .

1.صحيح البخاري ج۴ ص۴۷ .

2.صحيح مسلم ج۱۶ ص۴ .

صفحه از 229