الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 126

ليقوّيها ، لقوّة رغبته في الحطّ من رتبة علي عليه السّلام ، أو في سبّه بنسبة إغضاب فاطمة عليها السّلام إليه .
فهذا على فرض صحّة الرواية عن عكرمة ، أي صحّة أنّه قد روى أنّ عليّاًعليه السّلام خطب بنت أبي جهل ، لكن لم تصحّ الرواية عن عكرمة ، لأنّ في سندها عبيدالله بن تمام ، وهو بصري متّهم أيضاً بالنصرة للنواصب ، كما أفاده الذهبي في الميزان بشأن أهل البصرة جملة ، وذلك في ترجمة جعفر الصادق عليه السّلام وترجمة جعفر الضبعي ۱ .
ومع ذلك فقد تكلّم فيه القوم ، وهم غير متّهمين فيه ، لأنّهم لا يتحاملون على أهل البصرة كما يتحاملون على أهل الكوفة ، ففي كتاب الجرح والتعديل لعبدالرحمن بن أبي حاتم في ترجمة عبيدالله بن أبي تمام أفاد أنّه بصري ثمّ قال فيه : أنبأنا عبدالرحمن قال سألت أبي عنه ـ أي عن عبيدالله بن تمام ـ فقال : ليس بالقوي ضعيف الحديث روى أحاديث منكرة ، أنبأنا عبدالرحمن قال : سئل أبو زرعة عن عبيدالله بن تمام؟ فقال : ضعيف الحديث ، وأمر بأن يضرب على حديثه . انتهى .
وفي كتاب المجروحين لابن حبّان أنّه من أهل واسط وأنّه روى عنه البصريون وأنّه ينفرد عن الثقات بما يشهد من سمعها ممّن كان الحديث صناعته أنّها معمولة أو مقلوبة ، ثمّ قال : لا يحلّ الاحتجاج بخبره وفي حاشيته : عبيدالله بن تمام قال البخاري : عنده عجائب ، أراه كان بواسط ثمّ قال في الحاشية : ضعّفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم ، ثمّ رمز لمصدر هذه الحكايات التي في الحاشية ۲ ، التاريخ الكبير ۳ انتهى .
فظهر أنّ هذا الرجل لا تصحّ روايته عن عكرمة ، فهو متّهم بأنّه سمع رواية عن الزهري في إثبات الخطبة ، فرغب في أن ينتحلها ويولد لها سنداً .

1.ميزان الاعتدال ۱ : ۴۰۹ .

2.المجروحين لابن حبان ج۳ ص۴ .

3.التاريخ الكبير ج۵ ص۲۷۵ .

صفحه از 229