علي عليه السّلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم طرقه وفاطمة بنت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة ، فقال : ألا تصلّيان فقلت : يارسول الله ، أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا .
فانصرف حين قلنا ، ولم يرجع إليّ شيئاً ، ثمّ سمعته ـ وهو مولٍّ ، يضرب فخذه ، ويقول ـ : {وكان الإنسان أكثر شي ء جدلا} .
النكارة في هذه الرواية
في إثباتها أمراً بعيداً جدّاً ، لأنّ علياًعليه السّلام كان حكيماً ، فلم يكن ليجادل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بهذا الاُسلوب المذكور في الرواية ، لأنّه يعلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يعلم أنّ أنفسهم بيد الله فإذا شاء أن يبعثهم بعثهم ، فلا معنى لاخبار الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم بذلك ، وقد كان يكفي الاعتذار بالنوم بأن يقول : يارسول الله لم ننتبه ، وفي ذلك كفاية وأدب ، لأنّه قد رفع القلم عن النائم حتّى يستيقظ فيكفي الاعتذار بالنوم .
وكما أنّه لا يحتاج إلى الاحتجاج بأنّه رفع القلم عن النائم حتّى يستيقظ ، بل وليس من الأدب ، فكذلك لا يحتاج إلى الاحتجاج بأنّ أنفسهم بيد الله ، وذلك ظاهر لا يخفى على مثل علي عليه السّلام فهمه وعلمه ، بل لا يخفى على أهل الفطنة ممّن هو دون علي عليه السّلام فلو وقعت هذه القصّة لفرد من أفراد الصحابة الذين هم دون علي عليه السّلام من أهل الأدب والحياء لاستحيى أن يزيد على الاعتذار بالنوم ، فكيف بعلي عليه السّلام في حيائه وتوقيره لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟ كيف يتصوّر أن يخاطبه خطاب الجاهل أو الغافل عن الله فيقول له : يارسول الله ، أنفسنا بيد الله! كأنّه لا يعلم أنّ أنفسهم بيد الله .
ثمّ إن جعل ذلك جدلاً يستوجب ضرب الفخذ وتلاوة وكان الإنسان أكثر شي ء جدلا بعيد أيضاً .
وقد روى البخاري مثله عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإنّه أخرج ۱ عن أبي قتادة