قال : سرنا مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلةً ، فقال بعض القوم : لو عرّست بنا يارسول الله ، قال : أخاف أن تناموا عن الصلاة! قال بلال : أنا اُوقظكم ، فاضطجعوا ، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم وقد طلع حاجب الشمس ، فقال : يابلال أين ما قلت؟ قال : ما ألقيتْ عليّ نومة مثلها قطّ قال : «إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء وردّها عليكم حين شاء» الحديث .
فكيف يعيب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قولاً مثل قوله ، حاشاه صلّى الله عليه و آله و سلّم ۱ .
الغرض الذي يتّهم به الزهري
هو أنّه يريد تصغير علي عليه السّلام كما ذكرنا فيما قبل هذا الحديث .
الحديث السابع
أخرج البخاري في صحيحه ۲ من طريق الزهري عن عبدالله بن عبّاس أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في وجعه الذي توفّي فيه ، فقال الناس : ياأبا الحسن ، كيف أصبح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟ فقال : أصبح بحمد الله بارئاً ، فأخذ بيده عبّاس بن عبدالمطلب فقال له : أنت والله بعد ثلاث عبدالعصا وإنّي لأرى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سوف يتوفّى من وجعه هذا ، إنّي لأعرف وجوه بني عبدالمطلب عند الموت ، اذهب بنا إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلنسأله فيمن هذا الأمر ، إن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا .
فقال علي : إنّا والله لئن سألناها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فمنعناها لا يعطينا الناس بعده وإنّي والله لا أسألها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم انتهى .
1.اُنظر الفائدة الرابعة في الخاتمة .
2.صحيح البخاري ج۵ ص۱۴۰ .