الباعث على وضع الرواية
باعث حبّ الشرف والمال ، فإنّ هذه الرواية تعجب النواصب وشيعتهم بما تدلّ عليه من نفي النصّ على علي عليه السّلام ومن ضعف أهليته للخلافة ، بزعم هذه الرواية ، حيث أشعرت باستبعاده أن يوليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم .
فالزهري متّهم بها كما هو متّهم بأمثالها ممّا مرّ .
الحديث الثامن
أخرج البخاري في صحيحه ۱ من طريق الزهري ما لفظه : أنّ الرهط الذين ولّاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا قال لهم عبدالرحمن : لست بالذي أُنافسكم على هذا الأمر ، ولكنّكم إن شئتم اخترت لكم منكم ، فجعلوا ذلك إلى عبدالرحمن فلمّا ولّوا عبدالرحمن أمرهم ، فمال الناس على عبدالرحمن ـ إلى قوله ـ : فلمّا اجتمعوا تشهّد عبدالرحمن ، ثمّ قال : أمّا بعد ، ياعلي إنّي قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلنّ على نفسك سبيلاً . . . إلى آخره .
النكارة في هذا
نكارة من جهتين :
الجهة الاُولى : أنّ علياًعليه السّلام لم يكن ليولّي أمره عبدالرحمن ، لأنّ عليّاًعليه السّلام قد علم أنّ الحقّ له بالنصّ فلم يكن ليحيل الأمر إلى رأي عبدالرحمن بعد أن نصّ عليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الغدير ، لأنّه لا خيار للاُمّة ولا رأي بعد حكم الله تعالى واختياره لقوله تعالى : {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أنفسهم} الآية .
الجهة الثانية : كيف يولّي أمره عبدالرحمن والمفروض أن يكون تعيين أحد