فظهر غرابة سند الزهري عنه ، ويؤكّد ذلك تفرّد الزهري به عن سعيد بن المسيّب ، مع أنّ سعيداً إمام من أئمّة الحديث ، فكيف لم يروه عنه إلّا الزهري؟ مع كثرة تلاميذ سعيد؟
فاجتمعت غرابة إلى غرابة ، مع كون المتن ـ متن رواية موت أبي طالب كافراً وعبدالمطلب ـ ممّا يلائم هوى الزهري في مساعدة بني اُميّة .
واجتماع ذلك سبب لتهمته .
ومن رواياته التي يتّهم فيها ما رواه في حديث الإفك من ذكر علي عليه السّلام وأنّه قال لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : سل الجارية تصدّقك في عائشة .
وروايته إنّ علياً كان مسلّماً في شأن عائشة في حديث الإفك ، بتشديد لام «مسلِّماً» وكسرها .
وما رواه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لفاطمة : فأحبّي هذه ، أي عائشة .
وحذف فضل من يقتل الخوارج من الحديث فيهم .
وحذف أنّه يقتلهم أولى الطائفتين بالحقّ .
وحذف بيان أنّ الكاتب بين رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم والمشركين في صلح الحديبيّة علي عليه السّلام .
وروايته ـ أي الزهري ـ أنّ قيس بن سعد كان صاحب لواء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على الإطلاق ، دون ذكر علي عليه السّلام .
وكلّ ذلك ـ أعني حديث الزهري وحذفه ـ في صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو فيهما معاً والغرض الإشارة لمن أراد أن يزداد على ما فصّلناه في هذا الكتاب.
الحديث العاشر
أخرج البخاري في صحيحه ۱ ومسلم في صحيحه ۲ من طريق عن علي عليه السّلام