قال : أصبت شارفاً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في مغنم يوم بدر ، قال : وأعطاني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم شارفاً اُخرى ، فأنختهما يوماً ـ إلى قول الراوي ـ : وحمزة يشرب في ذلك البيت معه قينة ، فقالت :
ألا ياحمز للشُّرف النّواء
فثار إليهما حمزة بالسيف . . . فجبّ أسنمتهما وبقر خواصرهما ، ثمّ أخذ من أكبادهما ـ إلى قوله ـ : فأتيت نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وعنده زيد بن حارثة ، فأخبرته الخبر ، فخرج ومعه زيد ، فانطلقت معه ، فدخل على حمزة فتغيّظ عليه ، فرفع حمزة بصره ، وقال : هل أنتم إلّا عبيد لآبائي .
فرجع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقهقر حتّى خرج عنهم ، وذلك قبل تحريم الخمر .
النكارة في هذه الرواية
نكارة ظاهرة لأنّها قصّة عجيبة تتوفّر الدواعي إلى نقلها ، فمن حقّها أن تشتهر بين الصحابة ، ويرويها كثير منهم ، ثمّ يرويها كثير من الرواة عن الصحابة ، فلم تشتهر ولم ترو عن أحد من الصحابة إلّا رواية الزهري عن علي عليه السّلام .
فهذه نكارة .
وأيضاً يبعد أن تحرض الجارية حمزة على عقر الناقتين بدون حاجة منها إلى أكلهما ، وليستا لحمزة ، ثمّ لا يؤدّبها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على ذلك ، ولا ينقل تأديبها ولا العفو عنها ، ولا سؤالها : لماذا صنعت ذلك؟ ويبعد أن يتغيّظ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على حمزة وهو يعلم أنّه ليس مظنّة أن يفعل ذلك وهو حاضر العقل فيعقر الناقتين عدواناً وفساداً ، فكيف يتغيّظ عليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قبل أن يعرف سبب عقره لهما؟ وإنّه سكران قبل تحريم الخمر؟!