الباعث على هذه الرواية
أنّ الزهري من خاصّة الاُمويّة ، وهم يحبّون إظهار النقائص لبني هاشم ما أمكن ذلك وساغ ، فالزهري مظنّة مساعدتهم بمثل رواياته في موت عبدالمطلب مشركاً ، وأبي طالب مشركاً ، وفي سبّ العبّاس لعلي ، وسبّ علي للعبّاس كما في رواية البخاري في روايته تخاصمهما عند عمر على ميراث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وفي تصغيرهما عند عمر وتبكيت عمر لهما ، وفي أنّ علياًعليه السّلام كان مسيئاً أو مسلِّماً في قصّة الإفك ، وغير ذلك .
فلا يبعد منه مثل ذلك في حمزة أن يصوّره جلفاً ضعيف الرأي يشرب الخمر بدون تحديد ولا حذر من إفراط السكر وبلوغه به إلى حدّ أن يظنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عبداً من عبيد آبائه ، مع أنّه في الأصل مؤمن به إيماناً صحيحاً صادقاً راسخاً .
فقد روى الزهري هذه الرواية التي يرضى بها من سمعها من ملوك الاُمويّة واُمرائها فظهر بذلك الباعث على التهمة ، وأنّها تهمة ظاهرة .
فصل ممّا يتّهم به الزهري
ما أخرجه البخاري في صحيحه ۱ ومسلم في صحيحه ۲ من طريق الزهري أنّ أبا هريرة قال : إنّكم تقولون : إنّ أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟! وتقولون : ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدّثون عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بمثل حديث أبي هريرة؟! وإنّ اُخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق ، وكنت ألزم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على ملئ بطني ، فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا ، وكان يشغل اُخوتي من الأنصار عمل أموالهم ، وكنت امرء اً مسكيناً من مساكين الصفة أعي