حين ينسون . انتهى المراد .
النكارة
أنّ أبا هريرة ليس مظنّة أن يدّعي انفراده برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في وقت توفّر المهاجرين والأنصار وهذه الرواية تشعر بذلك .
مع أنّ آخر الكلام ينقض أوّله ، لأنّ قوله : «وكنت مسكيناً من مساكين أهل الصفة» يدلّ على ملازمة أهل الصفة لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ويدّعي أبو هريرة في هذه الرواية أنّه منهم فبطل بها دعوى انفراده بالرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم دون المهاجرين كافّة .
ثمّ إنّ أبا هريرة لو ادّعى انفراده في وقت توافر المهاجرين والأنصار ، لأكذبه الجمهور منهم ، لمعرفتهم أنّ الواقع بخلاف ذلك .
ولو كان يدّعيه لرواه عنه تلاميذه الملازمون له ، ورووه لتلاميذهم ، حرصاً على حماية شيخهم عن التهمة بالكذب .
ويؤكّد النكارة أنّ علياًعليه السّلام كان ملازماً له ، وكان عنده بمنزلة الولد مع والده ، كما قد أقرّ بذلك ابن حجر كما مرّ في شرح نكارة رواية خطبة بنت أبي جهل وكانت مدّة ملازمته له من قبل النبوّة إلى الوفاة وحتّى جهّزه وواراه في قبره صلّى الله عليه و آله و سلّم وهذا واضح لا يمكن أبا هريرة إنكاره في ذلك العهد الذي ذكرناه ۱ وكذلك غير علي عليه السّلام .
فقد روى البخاري في صحيحه ۲ عن ابن الزبير قال قلت للزبير : إنّي لا أسمعك تحدّث عن رسول الله كما يحدّث فلان وفلان قال : أما إنّي لم اُفارقه ولكن سمعته يقول : من كذّب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار . انتهى .
1.اُنظر الفائدة الثامنة في الخاتمة .
2.صحيح البخاري ج۱ ص۳۵ .