الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 151

النكارة

في هذه الرواية أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هو المعلّم ، لا يحتاج إلى أن يعلّمه عمر ، فقول عمر : احجب نساء ك ، يكون تطفّلاً وقلّة أدب مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وخصوصاً تكرار ذلك مراراً عديدة كما يشعر به لفظ «كان» مع جعل خبر كان جملة فعليه مبدوء ، بالفعل المضارع ، فإنّ ذلك يدلّ على التجدّد والاستمرار في الظاهر ، فهو بعيد أن يتجرّأ عليه عمر ، لما فيه من قلّة الأدب وقلّة الحياء والإشعار بتقصير رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في صيانة نسائه عن الغاية اللائقة به .
ولكن الزهري متّهم بأنّه يريد أن يصوّر عمر بصورة الشريك لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في أمره ، أو أنّ له منزلة عظيمة عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تخوّله أن يعترض على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ويكرّر الاعتراض .

فصل

ومثل هذا ما أخرجه البخاري ۱ من طريق الزهري عن عمر بن الخطاب أنّه قال : لمّا مات عبدالله بن أُبي ابن سلول دُعِيَ له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليصلّي عليه ، فلمّا قام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وَثَبْتُ إليه ، فقلت : يارسول الله أتصلّي على ابن أُبي ، وقد قال يوم كذا : كذا وكذا ، أعدّد عليه قوله ، فتبسّم رسول الله ، وقال : أخِّر عنّي ياعمر ، فلمّا أكثرت عليه قال : إنّي خيّرت فاخترت ـ إلى قوله ـ : فلم نمكث إلّا يسيراً حتّى نزلت الآيتان من براء ة : ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً إلى قوله وهم فاسقون قال : فعجبت من جرأتي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم والله ورسوله أعلم.

1.صحيح البخاري ج۵ ص۲۰۶ .

صفحه از 229