على شدّة عنايته بذلك .
ووجه التّهمة للزهري كونه يريد العناية بتفضيل أبي بكر ، وسوق الأدلّة على ذلك بأساليب مختلفة شبه ما سبق له في حديث الحديبية ، وفي حديث براء ة ، لتمكين ذلك في النفوس فهو متّهم في ذلك .
فصل
وممّا يتّهم به الزهري .
ما أخرجه البخاري ۱ ومسلم ۲ من طريق الزهري عن أبي هريرة قال : لمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم واستخلف أبو بكر بعده ، وكفر من كفر من العرب ، قال عمر لأبي بكر : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أُمرت أن اُقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلّا الله فمن قال لا إله إلّا الله عصم منّي ماله ونفسه إلّا بحقّه ، وحسابه على الله؟ فقال : والله لاُقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة فإنّ الزكاة حقّ المال ، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدّونه إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لقاتلتهم على منعه .
وأخرجه النسائي في سننه ۳ من طريق الزهري عن أنس بن مالك ، قال : لمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ارتدّت العرب ، فقال عمر : ياأبا بكر ، كيف تقاتل العرب؟ فقال أبو بكر : إنّما قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : اُمرت أن اُقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله ـ إلى قوله ـ : والله لو منعوني عناقا . . . إلى آخره .
وأخرجه من طريق الزهري عن أبي هريرة كما في البخاري ومسلم .