وقال الذهبي في الميزان ، في ترجمة خارجة بن مصعب ۱ قال أحمد بن عبد ربّه المروزي : سمعت خارجة بن مصعب يقول : قدمت على الزهري وهو صاحب شرط بني أُميّة ، فرأيته يركب ، وفي يده حربة ، وبين يديه الناس في أيديهم الكافركوبات! فقلت : قبّح الله ذا مِن عالم . . . إلى آخره .
قوله : «الكافركوبات» لعلّه مولّد من الكِبَار والكوبات أي الطبول والبرابط ، والبرابط جمع بربط وهو العود ، كما في القاموس .
وفي تذكرة الحفّاظ للذهبي ۲ في ترجمة الزهري : قال الليث : كان من أسخى الناس ، وقال غيره : كان جنديّاً! جليلاً!! .
وقال الزمخشري في الكشّاف في تفسير قول الله تعالى : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار الآية في أواخر سورة هود ما لفظه : ولمّا خالط الزهري السلاطين كتب إليه أخ له في الدين :
عافانا الله وإيّاك أبا بكر من الفتن ، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو لك ويرحمك أصبحت شيخاً كبيراً وقد أثقلتك نعم الله بما فهّمك الله من كتابه وعلّمك من سنّة نبيه ، وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء ، قال الله سبحانه : لتبيّننه للناس ولا تكتمونه .
واعلم أنّ أيسر ما ارتكبت ، وأخفّ ما احتملت أنّك آنست وحشة الظالم ، وسهّلت سبيل الغيّ بدنوّك ممّن لم يؤدّ حقّاً ولم يترك باطلاً حين أدناك ، اتّخذوك قطباً تدور عليك رحى باطلهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلائهم ، وسلّماً يصعدون فيك إلى ضلالهم ، يُدخلون بك الشكّ على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهلاء .
1.الميزان للذهبي ج۱ ص۳۱۵ .
2.تذكرة الحفّاظ ج۱ ص۱۰۳ .