الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 208

الفائدة الثالثة عشرة :

أخرج البخاري ۱ في قصّة الحديبية فقال عمر : فأتيت نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت : ألست نبي الله حقّاً؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحقّ وعدوّنا على الباطل؟ قال : بلى ، قلت : فَلِمَ نعطي الدنيّة في ديننا إذاً؟ قال : إنّي رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت : أوليس كنت تحدّثنا : أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال : بلى فأخبرتك : أنّا نأتيه العام؟ قال قلت : لا ، قال : فانّك آتيه ومطوّف به .
قال : فأتيت أبا بكر فقلت : ياأبا بكر ، أليس هذا نبي الله حقّاً؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحقّ وعدوّنا على الباطل؟ قال : بلى ، قلت : فلِمَ نعطي الدنيّة في ديننا إذاً؟ قال : أيّها الرجل ، إنّه لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وليس يعصي ربّه وهو ناصره ، فاستمسك بغرزه ، فوالله إنّه على الحقّ قلت : أليس كان يحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال : بلى أفأخبرك أنّك تأتيه العام؟ قلت : لا ، قال : فإنّك آتيه ومطوف به .
قال الزهري قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً . انتهى المراد .
وهذا ، لكونه من طريق الزهري مظنّة أن يكون قد خاف منه الزهري أن ينتقص به عمر ، لأنّ لجاج عمر في الجدال وعدم اكتفائه بالجواب الذي رواه عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حتّى ذهب يجادل أبا بكر .
وفي الجواب الأوّل «إنّي رسول الله» بإنّ المؤكّدة للخبر ، وفي الجواب الثاني «إنّه لرسول الله» بإنّ واللام لزيادة التأكيد ، ثمّ قوله : فوالله إنّه على الحقّ ، لإتمام التأكيد بالقسم ، وقوله : الزم غرزة ، فذلك كلّه يشير إلى أنّ ظاهر عمر في تلك الحال هو الشكّ والارتياب ، وذلك ممّا يهمّ الزهري ، فكان مظنّة محاولة تقرير أنّ عروض الشكّ لا بأس به ، لأنّه بزعم روايته ، يعرض للأنبياء عليهم السّلام .

1.صحيح البخاري ج۳ ص۱۸۲ .

صفحه از 229