الشهادة في محراب العبادة - صفحه 177

وأمّا ابن ملجِم لعنه الله فإنّ رجلاً من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة ۱ كانت في يده ثمّ صرعه وأخذ السيف منه وجاء به إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فنظر إليه عليّ ثمّ قال «النفسُ بالنفس إن أنا مِتُّ فاقْتلُوه كما قَتَلني ، وإن سَلِمْتُ رأيتُ رأيي فيه ۲ .
فقال ابن ملجم لعنه الله : والله لقد ابتَعْتُه بألف وسَمَمْتُه بألف ، فإن خانني فأبعد الله مضاربه ۳ .
قال قتادة : فنادته أُمّ كلثوم ابنة سيّدنا عليّ عليه السّلام : يا عدوّ الله قتلت أمير المؤمنين ، فقال: إنّما قتلتُ أباك ۴ ،
قالت: يا عدوّ الله إنّي لأرجو أن لا يكون عليه باسٌ .
قال لها : أراك ۵ إذاً تبكين عليَّ، والله، لقد ضربته ضربة لو قسّمت بين أهل الأرض لأهلكتهم ۶ .
فاُخْرجَ من بين يدي أميرالمؤمنين والناس يلعنونه ويسبّونه ويقولون له : يا عدوّ الله وماذا أتيت ؟ أهلكت أُمّة محمّد صلّى الله عليه و آله وقتلت خير الناس ، وأ نّهم لو تركوهم به لقطّعوه لعنه الله قطعاً، وهو صامت لا ينطق لهم .

1.القطيفة : كساء له خمل . (نهاية ابن الأثير : ۴ / ۸۴) .

2.انظر مقاتل الطّالبيين : ۲۲ ، وروى عنه ابن أبي الحديد في الشّرح :۶ / ۱۱۸ والبحار :۴۲ / ۲۳۱ .

3.ذكر ذلك الشّيخ المفيد في الإرشاد : ۱ / ۲۱ ، وذكر البلاذري في الأنساب : ۲ / ۴۹۴ بلفظ آخر : لقد أحددت سيفي بكذا وسممته بكذا . . . .

4.وذكر صاحب الأنساب : ۲ / ۴۹۵ انّه قال لها : لم أقتل أمير المؤمنين ولكن قتلت أباك ! ! . . . .

5.في (ب) : فعلى من .

6.هذا وقد ذكر صاحب الأنساب أنه قال : لو كانت الضّربة بأهل عكاظ ـ ويقال : بربيعة ومضر ـ لأتت عليهم ، والله لقد سممته شهراً فإن أخلفني فأبعده الله سيفاً وأسحقه .

صفحه از 192