مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 196

شقّةٌ من أبرق الجنّة:

۰.إنّ مهمّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) في التحضير والتبليغ لولاية أَمِير المُؤمِنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قد أنجزها وكرّرها في مواطن عديدة ، وفي الخبر عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال:لمّا حضرت رسول الله(صلى الله عليه وآله) الوفاة دعا العبّاس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين(عليه السلام)فقال للعباس: «يا عمّ محمّد ، تأخذ تراث محمّد ، وتقضي دَيْنَه وتُنْجِزُ عداتِهِ؟» فردّ عليه ، فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمّي ، إنّي شيخٌ كثير العيال ، قليل المال ، مَن يُطيقك وأنت تُباري الريحَ ؟ .
قال: فأطرق(صلى الله عليه وآله) هُنيئةً ثمّ قال: «يا عبّاس ، أتأخذُ تُراث محمّد وتُنجزُ عداتِهِ وتَقضي دَيْنه؟» فقال: بأبي أنت وأمي شيخٌ كثير العيال ، قليل المال وأنت تُباري الريحَ . قال : « أما إنّي سأعطيها مَن يأخذُها بِحقِّها» . ثمّ قال: «يا عليُّ ، يا أخا محمّد! أتُنجزُ عِداتِ محمّد؟ وتَقضي دَيْنَه ؟ وتَقْبِضُ تُراثَه؟» فقال : نعم ، بأبي أنت وأمّي . قال: فنظرتُ إليه حين نَزَعَ خاتَمَه مِن إِصبعه فقال: «تَخَتَّمَ بِهذا في حياتِي» قال: فنظرتُ إلى الخاتَم حينَ وَضَعْتُه فِي إِصبعي ، فتمنّيتُ مِن جميع ما تَرَكَ الخاتَمَ ، ثمّ صاحَ: «يا بِلال! عليَّ بِالمِغْفَر ، والدِرْع ، والراية ، والقمّيص ، وذي الفقار ، والسحاب ، والبُرْد ، والأبرقة ، والقضيب» .
قال : فوالله ما رأيتها غيرَ ساعتي تلك - يعني الأبرقة - فجيئ بِشُقّة كادتْ تَخْطِفُ الأبصارَ ، فإذا هيَ من أبرق الجنّة ، فقال : «يا عليُّ! إنّ جبرئيل أتاني بِها ، وقال : يا محمّد! اجعلها في حلقة الدرع ، واستخفر ۱ بها مكان المنطقة» ثمّ دعا بزوجَيْ نعِال عربيّيَنِ جميعاً ، أحدهما مخصوفٌ والآخر غير مخصوفٌ ، والقميصين: القميص الذي أسري به فيه ، والقميص الذي خرج فيه يوم أُحُد ، والقلانس الثلاث: قلنسوةِ السفر ، وقلنسوةِ العيدين والجُمَع ، وقلنسوة كانَ يلبسُها ويقعد مع

1.في المصدر: استدفر . ولعل الصواب ما أثبتنا .

صفحه از 229