المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 303

شطر ذلك في المحرَّم ۱ وشطراً في رجب ۲ . فصار عليّ (عليه السلام) بهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذليلَين صاغرَين ، وأخبره بما صالحهما عليه ، وأقرّا له بالخرج والصغار . فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « قد قبلتُ ذلك منكم ; أما إنّكم لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم الوادي ناراً تأجَّج ، ثمّ لساقها الله عزّ وجلّ إلى من وراءكم في أسرع من طرف العين ، فحرقهم تأجُّجاً » .
فلمّا رجع النبيّ (صلى الله عليه وآله) بِأهْلِ بيته وصار إلى مسجده ، هبط عليه جبرئيل (عليه السلام)فقال : « يا محمّد ! إنّ الله عزّ وجلّ يُقرِئُك السلامَ ، ويقول لك : إنّ عبدي موسى باهَلَ عدوَّه قارونَ بأخيه هارونَ وبنيه ، فخسفتُ بقارون وأهله وماله وبمن آزره من قومه ، وبعزّتي أقسم ، وبجلالي ـ يا أحمد ـ لو باهلتَ ـ بكَ وبمن تحت الكساء من أهلك ـ أهل الأرض والخلائق جميعاً لتقطَّعت السماء كِسَفاً ۳ والجبال زُبَراً ۴ لساخت ۵ الأرض فلم تستقرَّ أبداً ، إلاّ أن أشاء ذلك » .
فسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ووضع على الأرض وجهه ، ثمّ رفع يديه حتّى تبيّن للناس عفرة إبطيه ۶ فقال : « شكراً للمنعم شكراً للمنعم » قالها ثلاثاً .

1.الثابت في نصوص كتاب الصلح « في صفر » فليلاحظ .

2.نقلنا نصّ كتاب الصلح ، باختلاف رواياته في مقدّمة المحقّق .

3.الكسف ـ بكسر الكاف وفتح السين ـ : القطع . والكسف : قطع العرقوب بالسيف ، كما في العين ۵/۲۱۴ . ولاحظ : الصحاح ۴/۱۴۲۱ ، ولسان العرب ۹/۲۹۹ . وغيرهما .

4.الزبر ـ بضمّ الزاء وفتح الباء ـ مثل الكسف . ويأتي غالباً ـ بفتح الزاء وكسرها ـ بمعنى القويّ الشديد ، ولاحظ : القاموس المحيط ۲/۳۷ ، وتاج العروس ۲/۲۲۱ . وغيرهما .

5.ساخت قوائمه في الأرض : دخلت فيها وغابت ، كما في الصحاح ۱/۴۲۴ ، ويقال : ساخت الأرض بمعنى انخسفت ، كما في كتاب العين ۴/۲۹۰ ، ولاحظ : النهاية ۲/۲۳۳ . وغيره .

6.العفرة : البياض ليس بالشديد ، وجاء على طبعة ( ب ) : عفرة إبطيه : بياضهما ، وفي نسخة ثانية : غرّة . قال ابن سلام في غريب الحديث ۲/۱۴۲ : العفرة : البياض ، وليس بالبياض الناصع الشديد ، ولكنه لون الأرض . ولاحظ : النهاية : ۳/۲۶۱ ، ولسان العرب ۴/۵۸۴ . وغيرهما .

صفحه از 251