المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 245

بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه، وعليٌّ خلفهما ، وهو يقول : « إذا أنا دعوت فأمّنوا » 1 .
فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ! إني لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً عن مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولم يبق 2 على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . فقالوا : يا أبا القاسم ! رأينا أننا لا نباهلك ، وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا . قال : « فإذ أبيتم المباهلة فأسْلِموا يكنْ لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم » . فأبوا . قال : « فإنّي أناجزكم » . فقالوا : مالنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ، ولا تردَّنا 3 عن ديننا ، على أن نؤدّي إليك في كلّ عام ألفي حلَّة ـ ألف في صفر ، وألف في رجب ـ وثلاثين درعاً عادية من حديد . فصالحهم على ذلك . وقال : « والذي نفسي بيده ! إن الهلاك قد تدلَّى على ] أهل [نجران ; ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم الوادي عليهم ناراً ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا » .
وعن عائشة : أن رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلَّم خرج وعليه مرطٌ 4 رجّلٌ من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم فاطمة ، ثم عليّ ، ثمّ قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ

1.إلى هنا أورده ابن البطريق في العمدة : ۱۸۹ ، وكذا في كتابه خصائص الوحي المبين : ۱۲۷ ، والفيض الكاشاني في تفسير الصافي ۱/۳۴۳ ، والإربلي في كشف الغمة ۱/۲۳۴ ، والمحقق الخونساري في مشارق الشموس ۲/۴۵۳ ، والسيِّد ابن طاوس في الطرائف : ۴۲ ، ۴۵ ، وكذا جاء في شواهد التنزيل ۱/۱۶۶ ، وتفسير القرطبي ۴/۱۰۴ ، والدر المنثور ۲/۳۹ . وغيرها .

2.في المصدر : ولا يبقى .

3.في الكشاف : ولا ترددنا .

4.المرط ـ بكسر الميم وسكون الراء ـ : كساء من صوف أو خز أو الإزار المعلَّم من خزٍّ . لاحظ : تاج العروس ۵/۲۲۲ ، ولسان العرب ۷/۳۹۹ . وغيرهما .

صفحه از 251