المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 246

تَطْهِيرًا) (الأحزاب:33/33) .
فإن قلت : ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلاَّ ليتبيَّن الكاذب منه ومن خصمه ، و ذلك أمر يختصّ به وبمن يكاذبه ، فما معنى الأبناء والنساء ؟ ! .
قلت : كان ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله ، واستيقانه بصدقه ، حيث استجرأ على تعريض أعزَّته ، وأفلاذ كبده ، وأحبّ الناس إليه بذلك ، ولم يقتصر على تعرُّض نفسه له ، وعلى ثقته بكذب خصمه حتّى يهلكه مع أحبَّته وأعزَّته هلاك الاستيصال إن تمَّت المباهلة . وخصَّ الأبناء والنساء ; لأنهم أعزّ الأهل وألصقهم بالقلوب ، وربّما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يُقتل ، ومن ثمّ كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ، ويسمُّون الذادة عنها بأرواحهم : حماة الحقائق . وقدَّمهم في الذكر على الأنفس ; لينبِّه على لطف مكانهم ، وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنهم مقدَّمون على الأنفس مفدون بها ، وفيه دليل ـ لا شيء أقوى منه ـ على فضل أصحاب الكساء (عليهم السلام) وفيه برهان واضح على صحّة نبوَّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) لأنّه لم يرو أحد ـ من موافق ولا مخالف ـ أنّهم أجابوا إلى ذلك .
هذا آخر كلام الزمخشري 1 .

وقد عقد السيّد فصلاً ثالثاً وآخر رابعاً:

ذكر فيهما ما وقع في هذا اليوم من الفضل والكرامات للرسول وأهل بيته وللأمّة الإسلاميّة ، نوردهماتباعاً ، تتمياً للفائدة :

] الفصل الثالث [

في ما نذكره من فضل يوم المباهلة من طريق المعقول

اعلم أنّ يوم مباهلة النبيّ صلوات الله عليه وآله لنصارى نجران كان يوماً

1.وحكاه بنصِّه غير واحد ـ كما سلف ـ وجاء في هامش كتاب الأربعين للشيخ الماحوزي : ۲۹۶ ـ ۲۹۷ ، نقلاً عن الإقبال ، فراجع .

صفحه از 251