المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 248

من قدِّم عليه في الاحتجاج لله عزّ وجلّ ونشر علاماته .
ومن آياته ; أنّه يومٌ لم يجرِ مثله قبل الإسلام في ما عرفنا من صحيح النقل ورواياته .
ومن آياته ; أنّه يومٌ أخرس ألسنة الدعوى ، وعرَّس في مجلس منطق الفتوى ; بأن أهل المباهلة أكرم على الله ـ جلّ جلاله ـ من كل من لم يصلح لما صلحوا له من المتقرِّبين بطاعاته وعباداته .
ومن آياته ; أنّ يومَ المباهلة ; يومُ بيانَ بُرهان الصادقين ; الذين أمر الله ـ جلّ جلاله ـ باتّباعهم في مقدَّس قرآنه وآياته .
ومن آياته ; أنّ يومَ المباهلة ; يومٌ شهد الله ـ جلّ جلاله ـ لكلّ واحد من أهل المباهلة بعصمته مدَّة حياته .
ومن آياته ; أنّ يومَ المباهلة أبلغ في تصديق صاحب النبوَّة والرسالة من التحدّي بالقرآن ، وأظهر في الدلالة الذين تحدَّاهم صلوات الله عليه بالقرآن ، قالوا : ( لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هذَا )۱ وإنْ كان قولهم في مقام البهتان ، ويوم المباهلة ، فما أقدموا على دعوى الجحود للعجز عن مباهلته ; لظهور حجَّته وعلاماته .
ومن آياته ; أنّه يومٌ أطفأ الله به نار الحرب ، وصان وجوه المسلمين من الجهاد ومن الكرب ، وخلّصهم من هيجان المخاطرة بالنفوس والرؤوس ، وعتقها من رقِّ الغزو والبؤس ; لشرف أهل المباهلة الموصوفين فيها بصفاته .
ومن آياته ; أنّ البيان واللسان والجنان اعترفوا بالعجز عن شرح كمال كراماته .

] الفصل الرابع [

1.سورة الأنفال ( ۸ ) : ۳۱ .

صفحه از 251