المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 265

وأقبل على جهير ، وقال متمثّلاً :

متى ما تقد بالباطل الحقّ يأبهوإن قدت بالحقّ الرواسي تنقد
إذا ما أتيتَ الأمر من غير بابهضللت وإن تقصد إلى الباب تهتد
ثمّ استقبل السيِّدَ والعاقبَ والقسّيسين والرهبانَ وكافّة نصارى نجران بوجهه لم يخلط معهم غيرهم ، فقال : سمعاً سمعاً يا أبناء الحكمة ! وبقايا حملة الحجّة ، إنَّ السعيد ـ والله ـ من نفعته الموعظة ، ولم يعشُ عن التذكرة ، ألا وإنّي أنذركم وأذكّركم قول مسيح الله عزّ وجلّ . ثمّ شرح وصيّته ونصّه على وصيِّهِ شمعون بن يوحنا وما يحدث على أمته من الافتراق ، ثمّ ذكر عيسى (عليه السلام) وقال : إن الله جلّ جلاله أوحى إليه : فخذ ـ يا ابن أَمَتِي ! ـ كتابي بقوّة ، ثمّ فسِّره لأهل سوريا بلسانهم ، وأخبرهم أنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ، الحيُّ القيُّوم البديع الدائم الذي لا أحول ولا أزول ، إنّي بعثت رسلي وأنزلت ۱ كتبي رحمة ونوراً و عصمة لخلقي ، ثمّ إنّي باعث بذلك نجيب رسالتي ; أحمد صفوتي وخيرتي من بريّتي ، البارقليطا عبدي ، أرسله في خلو من الزمان ، أبتعثه ۲ بمولده فاران ۳ من مقام أبيه إبراهيم (عليه السلام) أنزل عليه توراة حديثة ، أفتح بها أعيناً عُمْياً ، وآذاناً صمّاً ، وقلوباً غلفاً ، طوبى لمن شهد أيامه ، وسمع كلامه ، فآمن به ، واتّبع النور الذي جاء به ، فإذا ذكرت ـ يا عيسى ! ـ ذلك النبيّ فصلِّ عليه ، فإنّي وملائكتي نصلّي عليه .

1.في طبعة ( ق ) وبحار الأنوار : ونزَّلت .

2.في طبعة ( ب ) : أبتعثه ، وكذا في بحار الأنوار ، وجاءت نسخة بدل على طبعة ( ح ) ، واستظهر عليها : أبعثه ، ومثله في هامش بحار الأنوار .

3.فاران : اسم جبل بمكة . قال في مراصد الاطلاع ۳/۱۰۱۲ : وفاران مكة أو جبالها على ما تشهد به التوراة ، واستعلانه منها . إنزاله القرآن على رسوله محمّد صلّى الله عليه ] وآله [وسلَّم . وهي كلمة عبرانيّة . ولاحظ معجم البلدان ۴/۲۲۵ .

صفحه از 251