المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 268

لا درك له في غده ، و اتّقِ الله تجد الله ـ جلّ وتعالى ـ بحيث لا مفزع إلاّ إليه .
وعرّضت مُشيداً بذكر أبي واثلة ، فهو العزيز المطاع ، الرحب الباع ، وإليكما معاً ملقى الرِحال ، فلو أضربت التذكرة عن أحد لتبريز فضل لكنتماه ، لكنّها أبكار الكلام تهدى لأربابها ، ونصيحة كنتما أحقّ من أصغى لها ، إنّكما مليكا ثمرات قلوبنا ، ووليّا طاعتنا في ديننا ، فالكيس الكيس ـ يا أيّها المعظّمان ! ـ عليكما به ، أرِيا مقاماً يدهمكما ۱ نواحيه ۲ واهجرا سنَّة التسويف في ما أنتما بعرضه ، آثِرا الله في ما كان ۳ ؤثركما بالمزيد من فضله ، ولا تَخْلُدا في ما أظلّكما إلى الونية ، فإنّه من أطال عنان الأمن أهلكته العِزّة ، ومن اقتعد مطيّة الحذر كان بسبيل أمن من المتالف ، ومن استنصح عقله كانت العبرة لَهُ لا بِهِ ، ومن نصحَ لله عزّ وجلّ آنسهُ الله جلّ وتعالى بعزّ الحياة ، وسعادة المنقلب .
ثمّ أقبل على العاقب معاتباً ، فقال : وزعمت ـ أبا واثلة ! ـ أنّ رادَّ ما قلتُ أكثر من قابله ۴ وأنتَ ـ لعمر الله ! ـ حَرِيٌّ ألاّ يؤثَرَ هذا عنك ، فقد علمتَ وعلمنا ـ أمَّةَ الإنجيل معاً ـ بسيرة ۵ ما قام به المسيح (عليه السلام) في حواريّه ، ومن آمن له من قومه ،

1.في طبعة ( ب ) : يدهكما ـ بالدال ـ ، وما هنا نسخة بدل في طبعة ( ح ) ، وفيها : أرمقا ما يدهمكما ومثله في بحار الأنوار ، إلا أن فيه : ما بدهكما . والأول لا معنى له مناسب ، نعم الدهم هو العدد الكثير ، والجمع : الدهوم . انظر : الصحاح ۵/۱۹۲۴ ، والنهاية ۲/۱۴۵ ، ولسان العرب ۱۲/۲۰۹ . وغيرها . أقول : يقال : رمقه . أي لحظه لحظاً خفيفاً .ويقال : بدهه أمر . أي فجأه .

2.جاء على هامش بحار الأنوار نسخة بدل : بواجبه ، بدلاً من : نواحيه . والنواحي : الجوانب ، وذكر العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بيانه ۲۱/۳۲۸ أن في بعض النسخ : بواجبه . . أي بما يجب ويلزم من الرمق .

3.في بحار الأنوار : آتاكما ، بدلاً من : كان ، ولا توجد ( كان ) في بعض النسخ ، كما أشار لذلك في هامش البحار .

4.كذا في طبعة ( ب ) وبحار الانوار ، وفي طبعة ( ق ) و ( ح ) : قائله .

5.جاء على بحار الأنوار نسخة بدل : بصدق ، ونسخة أخرى : بسيرورة ، ثم علّق العلاّمة المجلسي (قدس سره) عليه بقوله : السيرورة : الذهاب .

صفحه از 251