المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 269

وهذه منك فَهَّة ۱ لا يرحضها إلاّ التوبةُ والإقرارُ بما سبق به الإنكار .
فلمّا أتى على هذا الكلام صرف إلى السيِّد وجهه ، فقال : لا سيفَ إلاّ ذو نَبْوة ، ولا عليم إلاّ ذو هَفْوة ، فمن نزع عن وهله ۲ وأقلع فهو السعيد الرشيد ، وإنّما الآفةُ في الإصرار . وعرّضتَ بذكر نبيّين يخلقان ـ زعمتَ ـ بعد ابن البتول ، فأين يذهب بك عمّا خَلَدَ في الصحف من ذكري ذلك ؟ !
ألم تعلم ما أنبأ به المسيح (عليه السلام) في بني إسرائيل ، وقوله لهم : كيف بكم إذا ذُهب بي إلى أبي وأبيكم وخلف بعد أعصار يخلد من بعدي وبعدكم صادق وكاذب ؟ .
قالوا : ومن هما يا مسيح الله ؟ قال : نبيٌّ من ذرّيّة إسماعيل (عليهما السلام) صادق ، ومتنبِّىءٌ من بني إسرائيل كاذب : فالصادق ; منبعث منهما برحمة وملحمة ۳ يكون له الملك والسلطان مادامت الدنيا . وأمّا الكاذب ; فله نَبْزٌ ۴ يذكر به المسيح الدجّال ، يملك فواقاً ۵ ثمّ يقتله الله بيدي إذا رجع بي ؟ !

1.فهة ـ بالفتح والتشديد للهاء ـ السقطة والزلَّة . كذا جاء في هامش الإقبال ، وهو سهو ; إذ هذا معنى الهفوة ، لاحظ : لسان العرب ۱۵/۳۶۲ . والصحيح أن يقال : هي مثل السقطة والجهلة ، كما في غريب الحديث لابن سلام ۴/۲۴ ، ولاحظ : الصحاح ۶/۲۲۴۵ ، النهاية ۳/۴۸۲ ، لسان العرب ۱۳/۵۲۵ . وغيرها .

2.ما هنا نسخة بدل على بحار الأنوار ، وفيه : وهله ـ بالهاء ـ . يقال : وهل ـ كفرح ـ ضعف وفزع ، وعنه : غلط فيه ونسيه . وتوهّله : عرَّضه لأن يغلط ، كما في القاموس المحيط ۴/۶۶ ، وتاج العروس ۸/۱۶۰ . وغيرهما .

3.الملحمة : القتال ، كما في لسان العرب ۱۲/۵۳۷ ، وفي مجمع البحرين ۴/۱۱۴ : الوقعة العظيمة في الفتنة. وفي القاموس المحيط ۴/۱۷۵: ونبي الملحمة. أي نبي القتال أونبي الصلاح وتأليف الناس.

4.قال العلامة المجلسي في البحار ۲۱/۳۲۸ : النبز ـ بالفتح مصدر نبزه ينبزه ـ أي لقّبه ، وبالتحريك : اللقب . لاحظ : كتاب العين ۷/۳۷۵ ، والصحاح ۳/۸۹۷ ، والقاموس المحيط ۱/۱۲۹ .

5.الفواق ـ بالضمِّ والفتح ـ : ما بين الحلبتين من الوقت ، وهو كناية عن الزمن اليسير وقلّة مدة ملكه . لاحظ : لسان العرب ۱۰/۳۱۷ ، ومجمع البحرين ۲/۴۳۹ ، وتاج العروس ۷/۴۰ . وغيرها .

صفحه از 251