المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 273

في سمائي وأرضي ، واللاعنون من خلقي ـ مَنْ جحد ربوبيّتي ، أو عدل بي شيئاً من بريّتي ، أو كذّب بأحد من أنبيائي ورسلي ، أو قال : «أُوحي إليَّ » ولم يوح إليه شيء ، أو غمص ۱ سلطاني ، أو تقمّصه متبرّياً ۲ وأكمه ۳ عبادي وأضلّهم عني . ألا وإنّما يعبدني من عرف ما أريد من عبادتي وطاعتي من خلقي ، فمن لم يقصد إليَّ من السبيل التي نهجتها برسلي لم يزدد في عبادته منّي إلاّ بعداً .
قال العاقب : رويدك ! فأشهد لقد نبأت حقّاً .
قال حارثة : فما دون الحقّ من مقنع ، وما بعده لامرىء مفزع ، ولذلك قلت الذي قلت . فاعترضه السيِّد ـ وكان ذا محال وجدال شديد ـ فقال : ما أحرى وما أرى أخا قريش مرسلاً إلاّ إلى قومه بني إسماعيل بدينه وهو مع ذلك يزعم أنّ الله عزّ وجلّ أرسله إلى الناس جميعاً .
قال حارثة : أفتعلم أنتَ ـ يا أبا قرَّة ـ أنّ محمّداً مرسَلٌ من ربّه إلى قومه خاصّة ؟ ! قال : أجل . قال : أتشهد له بذلك ؟ قال : ويحك ! وهل يستطاع دفع الشواهد .؟ ! نعم أشهد غير مرتاب بذلك ، وبذلك شهدت له الصحف الدارسة والأنباء الخالية . فأطرق حارثة ضاحكاً ينكت الأرض بسبّابته .
قال السيِّد : ما يضحكك يابن أثال ؟ ! قال : عجبت فضحكت .

1.غمص أي احتقر ونقص وعاب . قال في القاموس المحيط ۲/۳۱۰ : غمصه ـ كضرب وسمع وفرح ـ : احتقره ـ كاغتمصه ـ ، وعابه وتهاون بحقه ، والنعمة . لم يشكرها . ولاحظ : تاج العروس ۴/۴۱۲ ، ومجمع البحرين ۳/۳۳۱ . وغيرهما . والتقمُّص : لبس القميص . أي ادّعى سلطان الله وخلافته .

2.في بحار الأنوار : ۲۱/۳۲۹ قال : متبرّئاً من صاحبه أو من شرائطه ، أو بغير همز ، من قولهم : تبرّيت له . أي تعرّضت لمعروفه . ثم قال : والأظهر أنه كان : مبتزّاً ـ بالزاء ـ أي غاصباً ، من قولهم : ابتزّ الشيء . أي سلبه .

3.وجاء على بحار الأنوار نسخة بدل : كمه . والكمه : العمى . لاحظ : الصحاح ۳/۸۸۷ ، النهاية ۴/۲۰۰ . وغيرهما .

صفحه از 251