المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 274

قال : أو عجب ما تسمع ؟ ! قال : نعم ، العجب أجمع ، أليس ـ بالإله ! ـ بعجيب من رجل أُوتي أثرة من علم وحكمة ، يزعم أنَّ الله عزّ وجلّ اصطفى لنبوّته ، واختصّ برسالته ، وأيّد بروحه وحكمته . رجلاً خرّاصاً يكذب عليه ، ويقول : « أوحي إليَّ » ولم يوحَ إليه . فيخلط ـ كالكاهن ـ كذباً بصدق ، وباطلاً بحقٍّ ! ! فارتدع السيِّد ، وعلم أَ نَّه قد وهل ۱ فأمسك محجوجاً .
قالوا : وكان حارثة بنجران جنيباً ۲ فأقبل عليه العاقب ـ وقد قطعه ما فرط إلى السيِّد من قوله ـ فقال له : عليك أخا بني قيس بن ثعلبة ، واحبس عليك ذلق لسانك ۳ وما لم تزل تستخمّ ۴ لنا من مثابة سفهك ، فربّ كلمة يرفع صاحبها بها رأساً ، قد ألقته في قعر مظلمة ، وربّ كلمة لأمت ورأبت قلوباً نغلة ۵ فدع عنك ما يسبق إلى القلوب إنكاره ، وإن كان عندك ما يتسانّ ۶ اعتذاره . ثمّ اعلم أنّ لكلّ

1.وَهَلَ . أي فزع وتحيَّر .

2.يقال : جنب . أي نزل غريباً .

3.يقال : لسان طلق ذلق . أي فصيح بليغ ، وذلق كل شيء حدّه . انظر : النهاية ۲/۱۶۵ ، ولسان العرب ۱۰/۱۰۹ . وغيرهما .

4.في بيان العلاّمة المجلسي (رحمه الله) قوله : تستخمّ ـ بالخاء المعجمة ـ من قولهم : خمَّ البئر والبيت : كنسها ، والناقة : حلبها . وفي بعضها بالمهملة ، يقال : استحمَّ . أي اغتسل أو عرق ، وحمّ حمّه : قصده ، والتنّور : سجره ، والماء : سخّنه . وفي بعضها : بالجيم ، ولعلّه من قولهم : استجمَّ الفرس . إذا استراح .انظر : تاج العروس ۸/۲۸۲[ . وقال الجوهري : يقال : إنّي لأستجمّ قلبي بشيء من اللهو لأقوى به على الحقّ . ] كما في الصحاح ۵/۱۸۹۱ [ أي لم تزل تستريح وتتقوّى لنا في بيتك وتهيّئ لنا الحشو من الكلام لتجادلنا به . ثم قال : والمثابة : المرجع والمنزل ، وموضع حبالة الصائد .كذا جاء على هامش طبعة ( ح ) . وانظر : بحار الأنوار ۲۱/۳۲۹ ـ ۳۳۰ .

5.يقال : نغل قلبه عليّ . أي ضغن ، ويقال : نغلت نيّاتهم . أي فسدت . انظر : العين ۴/۴۱۸ ، ولسان العرب ۱۱/۶۷۰ . وغيرهما .

6.وما يتسانّ ـ بتشديد النون ـ من السنن ، وهي الطريقة . أي لم يتطرّق . وتأتي يتسانّ بمعنى يبين ، فراجع مادة ( سنَّ ) في كتب اللغة .

صفحه از 251