المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 275

شيء صورة ، وصورة الإنسان العقل ، وصورة العقل الأدب ، والأدب أدبان : طباعيّ ، ومرتاضيّ ، فأفضلهما أدب الله جلّ جلاله ، ومن أدب الله سبحانه وحكمته أن يُرى لسلطانه حقّ ليس لشيء من خلقه ; لأنَّه الحبل بين الله وبين عباده ، والسلطان اثنان : سلطان ملكة وقهر ، وسلطان حكمة وشرع ، فأعلاهما فوقاً سلطان الحكمة ، وقد ترى ـ يا هذا ـ أنَّ الله عزّ وجلّ قد صنع لنا حتّى جعلنا حكّاماً وقوّاماً على ملوك ملّتنا ومن بعدهم من حشوتهم وأطرافهم . فاعرف لذي الحقّ حقَّه ـ أيُّها المرؤ ! ـ وخلاك ذمٌّ ۱ .
ثمّ قال : وذكرتَ أخا قريش وما جاء به من الآيات والنذر ، فأطلتَ وأعرضتَ ، ولقد بررتَ ، فنحن بمحمّد عالمون ، وبه جدّاً موقنون ، شهدت ، لقد انتظمت له الآيات والبيّنات ، سالفها وآنفها ، إلاّ آية هي أشفاها وأشرفها ، وإنّما مثلها ـ في ما جاء به ـ كمثل الرأس للجسد ، فما حال جسد لا رأس له ، فأمهل رويداً نتجسّس الأخبار ، ونعتبر الآثار ، ولنستشفّ ۲ ما ألفينا ممّا أفضى إلينا ، فإن آنسنا الآية الجامعة الخاتمة لديه ، فنحن إليه أسرع ، وله أطوع ، وإلاّ فاعلم ما تذكر به النبوّة والسفارة عن الربّ الذي لا تفاوت في أمره ، ولا تغاير في حكمه .
قال له حارثة : قد ناديتَ فأسمعتَ ، وقرعتَ فصدعتَ ، وسمعتَ وأطعتَ . فما هذه الآية التي أوحش بعد الأنسة فقدها ، وأعقب الشكّ بعد البيّنة عدمها ؟ .
وقال له العاقب : قد أثلجك ۳ أبو قرّة بها ، فذهبت عنها في غير مذهب ،

1.خلاك ذمّ .أي أعذرت وسقط عنك الذمّ ، كما في الصحاح ۶/۲۲۲۱ ، والنهاية ۲/۷۶ . وغيرهما ، أو خلاك لؤم ، كما في كتاب العين ۸/۱۷۹ .

2.يقال : استشفّه . أي نظر ما وراءه . كما في القاموس المحيط ۲/۱۶۰ ، وتاج العروس ۲/۱۵۹ . وغيرهما . ويقال : كتبت كتاباً فاستشفّه : أي تأمّل ما فيه ، كما في لسان العرب ۹/۱۸۰ .

3.جاء في بيان العلاّمة المجلسي ] ۲۱/۳۳۰ [ قوله : وقد أثلجك . كذا في النسخ القديمة ، من قولهم : ثلجت نفسي . أي اطمأنَّت ، والإثلاج : الإفلاج . انظر : الصحاح ۱/۳۰۲ ، والنهاية ۱/۲۱۴ ، ولسان العرب ۲/۲۲۲ . وغيرها .

صفحه از 251